تراجعت اسعار صرف الدولار الامريكي بشكل حاد امام العملات العالمية واغلق الاسبوع عند 1.2127 دولارا لليورو، و1.3437 دولار للإسترليني، و 0.8915 فرنك سويسري و104.16 ينا في اسبوع تراجع فيه الدولار لأسباب فنية ونتيجة تحسن بيئة المخاطر وارتفاع مؤشرات الاسهم بعد عودة التفاؤل بطرح رزمة انعاش مالي كبيرة ، وحث كل من وزير الخزانة ومحافظ الفدرالي الامريكي المشرعين الأمريكيين اقرار هذه الرزمة لانعاش الاقتصاد ودعم وتيرة التعافي ومواجهة موجة الانتشار العاتية لكورونا في امريكا مع بداية الشتاء .كما ساهمت الانباء عن اجازة بعض الدول كبريطانيا وروسيا استخدام لقاحات مضادة لكورونا في دعم تراجع المخاطر وتراجع الطلب على الدولار ، بانتظار قيام دائرة الغذاء والصحة الامريكية (FDA ) بإجازة استخدام طارئ للقاح اعلنت عنه كل من شركتي (ميديرنا) و (فايزر) قبل نهاية هذا الاسبوع مما سيسهم في مضاعفة الضغوط على اسعار صرف الدولار الامريكي . الرئيس ترامب عاد ليرفع مستوى التوتر مع الصين بعد تهديده بإخراج الشركات الصينية من اسواق المال الامريكية. حيث اقر المشرعون الامريكيون قرار يمنع الشركات التي لا تفتح دفاترها للتدقيق المحاسبي الامريكي من التداول في اسواق المال الامريكية ، فيما اعلن الرئيس المنتخب بايدن بعدم رغبته في فرض رسوم جمركية جديدة على الشركات الصينية واعطائه الاولوية للتحالف مع تأكيدات بحصوله على ما يكفي من اصوات المجمع الانتخابي لتأكيد فوزه رسميا في الانتخابات مما ساعد في تخفيف هذا التوتر .
اما فيما يخص المؤشرات الاقتصادية العالمية فقد تراجع مؤشر مدراء المشتريات (الصناعي) الامريكي ( ISM PMIs ) لشهر نوفمبر وجاء دون التوقعات عند 57.5 نقطة. كما تراجع مؤشر الخدمات الى 55.9 نقطة الا ان كلا المؤشرين يؤكد حالة التعافي والتحسن في اداء الاقتصاد الامريكي على عكس مؤشرات مدراء المشتريات الالمانية والاوروبية التي جاءت في مستويات التراجع والانكماش. بيانات البطالة والتشغيل الامريكية جاءت ضعيفة ايضا حيث اضاف قطاع الاعمال 307 الف وظيفة خلال شهر تشرين الثاني فيما اضاف الاقتصاد الامريكي 245 الف وظيفة خارج القطاع الزراعي بعد ان كان متوقعا ان يضيف 469 وظيفة، كما تراجعت نسبة البطالة الى 6.7% وتراجعت نسبة المشاركة الى 61.5%. المحللون يرجحون ان هذه البيانات الضعيفة قد تسهم في مزيد من الضعف للدولار لأنها تستدعي ضرورة اقرار مزيدا من التوسع النقدي ومزيدا من رزم الانعاش في امريكا واوروبا معا مما سيضعف الدولار تبعا نتيجة لتحسن بيئة المخاطر.
يبدا هذا الاسبوع بالإعلان عن بيانات التجارة الخارجية الصينية لشهر تشرين الثاني، حيث من المتوقع تراجعا في فائض التجارة الخارجية الصيني الى 53.5 مليار. يليه الاعلان عن مؤشر الانتاج الصناعي الالماني لشهر تشرين اول حيث من المتوقع ارتفاعا بنسبة 1.5%. يوم الثلاثاء سيتم الاعلان عن القراءة الثالثة للناتج المحلي الاوروبي للربع الثالث حيث تستقر القراءة عند نموا بمعدل12.6% على اساس سنوي كما سيتم الاعلان عن استطلاع ( ZEW) الالماني الذي يقيس ثقة المستثمرين في اداء الاقتصاد الالماني حيث من المتوقع تراجعا في قراءة الاستطلاع لكل من الوضع الحالي وتوقعات البيئة الاقتصادية. اما الخميس فهناك اجتماع المركزي الاوروبي لإعادة النظر في سياسته النقدية حيث من المتوقع ان يبقى على اسعار الفائدة عند ( -0.5% ) فيما يتوقع المحللون تغيرا في التوسع النقدي والتيسير الكمي بإضافة رزمة تحفيز لصندوق الطوارئ للتخفيف من اثار كورونا ودعم واستعادة وتيرة النمو والتعافي الاقتصادي كما ان هناك احتمالا للإشارة الى الاثار السلبية لارتفاع اليورو على مستويات التضخم الحالية .الخميس كذلك سيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك الامريكي حيث من المتوقع استقرار التضخم عند ارتفاع بنسبة 1.8% على اساس سنوي. اما مؤشر تضخم الالماني الذي سيعلن يوم الجمعة فمن المتوقع ان يسجل تراجعا بنسبة 0.5% على اساس سنوي .كما سيتم الاعلان عن مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك الامريكي في الاقتصاد لشهر كانون الاول حيث من المتوقع ان يرتفع المؤشر ليسجل 77 ليعكس التحسن في الثقة في اداء الاقتصاد الامريكي.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
تراجع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 90.76 بعد ان اختبر مستويات الدعم دون ال 90.50 وعاد للتصحيح منها يوم الجمعة بعد الاعلان عن بيانات الوظائف الامريكية الضعيفة. جاء هذا التراجع بعد الهبوط دون مستوى الدعم في نطاق 91.70 بداية الاسبوع . المؤشرات الفنية تؤكد ان هذا الاغلاق جاء ضعيفا مما يرجح استمرار حالة التراجع في اسعار صرف الدولار في المدى القصير فالمحللون يرجحون انتقال التداول الى نطاق تذبذب دون المستوى السابق ، حيث من المتوقع استمرار التداول في نطاق 89.25-91.75 حاليا بعد ان امضى وقتا طويا في التداول بين 91.75-94.50.التداول مستمر دون معدلات الاسعار الرئيسية وهذا سلبي ويرجح استمرار الضغوط الا ان مؤشرات اشباع البيع قد تدفع للتصحيح وتراجع زخم الانخفاض والحد من تسارعه. المحللون الفنيون يرجحون اختبار مستويات دعم قوية دون مستوى 90 حول نطاق 89.25 قبل ان يستقر الدولار ويعاود الارتفاع مره اخرى. الا ان اغلاقا اسبوعيا واحدا دون مستوى 89.25 قد يعني تدهورا في المؤشر الى مستويات تقترب من 85.
مستويات الدعم 90.50 _ 90.00 _89.25 المقاومة: 91.20 – 91.75 – 92.20
اليورو الاوروبي :
اغلق اليورو اغلاقا اسبوعيا ايجابيا عند مستوى 1.2127 دولار لليورو حيث استعاد اليورو زخم وتيرة الارتفاع بعد الاغلاق فوق 1.1920 وتجاوز المقاومة عند 1.2015 مما دفع بالموجة للتسارع لاختبار مستويات المقاومة حول 1.2170 قبل ان يتراجع يوم الجمعة لتهدئة مؤشرات اشباع الشراء . المؤشرات الفنية ايجابية في المدى القصير الا انها محايدة في المدى المتوسط مما يرشح التذبذب في نطاق وان يكن اعلى من نطاق التذبذب السابق حيث يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 1.1945-1.2250 حاليا. اليورو سيبقى مدعوما بمستويات دعم تبدا ب 1.2075 و 1.2015 و 1.1940 حيث يمنح اي تراجع فرصة للشراء فيما تستمر المقاومة في مستوى 1.2170 و 1.2250 في الحد من تسارع الارتفاع الحالي الا ان استقرار فوق هذا المستوى قد يدفع باتجاه تسارع الارتفاع لاختبار 1.2650 الا ان المؤشرات على ذلك ضعيفة حاليا.
نقاط الدعم : 1.2075 -1.2020 -1.1940 المقاومة : 1.2150 -1.2185 – 1.2250
الشيكل الاسرائيلي:
تراجع سعر صرف الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي كما كان متوقعا واغلق الاسبوع عند مستوى 3.2650 شيكل/دولار بعد ان اختبر مستوى 3.25 وعاد منه .انخفض الدولار مقابل الشيكل متأثرا بتراجع اسعار صرف الدولار عالميا نتيجة تحسن بيئة المخاطر وارتفاع مؤشرات الاسهم العالمية . المركزي الاسرائيلي في اجتماعه يوم الاثنين الماضي ابقى على اسعار الفائدة دون تغير واكد توقعاته بانكماش اقتصادي بنسبة 4.5% خلال عام 2020 وقد يصل الى 5% الا انه لم يغير سياسته النقدية الحالية . وزارة المالية الاسرائيلية اعلنت اليوم ان العجز في ميزانيتها وصل الى 11.1% من الناتج المحلي حتى نهاية شهر نوفمبر رغم عدم صرفها لكافة مخصصات جائحة كورونا بعد واكدت توقعاتها بان يصل هذا العجز الى 13% مع نهاية العام 2020. المركزي الاسرائيلي مستمر في التدخل في الاسواق لتوفير السيولة وادارة هذا الانخفاض في الحد من قوة الشيكل المفرطة. المحللون يؤكدون استمرار قوة الشيكل في ظل المعطيات الحالية فيما يبقى ارتباط اسعار صرف الشيكل مرتبطا بالتغير في اسعار مؤشرات الاسهم العالمية وتقييم محافظ الاستثمار الخارجي الذي يشكل غالبية الطلب على الشيكل من اجل التحوط. المؤشرات الفنية ما زالت سلبية والاغلاق الاسبوعي فوق مستوى الدعم عند 3.2650 سلبي ايضا الا ان مؤشر اشباع البيع يرجح اقترابنا من نهاية موجة الانخفاض الحالية حيث من المتوقع ان يستقر السوق في نطاق 3.23-3.25 ويعاود الارتفاع التصحيحي على المدى القصير. فيما تبقى مؤشرات المدى المتوسط والطويل سلبية وتدعم مزيدا من الانخفاض مستقبلا. لذا يبقى من المرجح التداول في نطاق 3.2500- 3.3050 لهذا الاسبوع مع ترجيح احتمالات الارتفاع التصحيحي لإعادة اختبار 3.3050 حاليا قبل معاودة الانخفاض.
الدعم : 3.2500 - 3.2400 - 3.2300 المقاومة : 3.2750 – 3.2900 – 3.3050
الذهب والنفط :
ارتفعت اسعار الذهب خلال الاسبوع واغلق عند 1836 دولارا للأونصة متأثرا بالتفاؤل في امكانية طرح رزم انعاش اقتصادي جديدة في كل من امريكا واوروبا ومتأثرا بتراجع اسعار صرف الدولار الامريكي عالميا. المؤشرات الفنية الايجابية دعمت اختبار الذهب لحاجز المقاومة عند مستوى 1850 الا انه تراجع منها. التفاؤل برزم انعاش قادمة يبقى على الطلب على الذهب الا ان استمرار التحسن في بيئة المخاطر واتجاه المستثمرين نحو الاصول المالية المنتجة يضعفه. المحللون الفنيون يبقون على تفاؤلهم بتجاوز الذهب حاجز المقاومة عند 1850 لمعاودة الارتفاع لاختبار 1880 و 1900 دولار فيما يبقى الدعم قوي في نطاق 1800-1825 وقد يحول دون الانخفاض لإعادة اختبار 1760.
كما ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 49.10 دولار للبرميل نتيجة التفاؤل بزيادة الطلب على النفط عام 2021 بسبب اكتشاف الامصال المضادة لكورونا والعودة لطرح رزم انعاش مالي في امريكا واوروبا لدعم التعافي الاقتصادي. كما ساهم قرار مجموعة اوبك + زيادة انتاجها ب 500 الف برميل يوميا فقط حيث ابقت على تخفيض الانتاج ب 7.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية الربع الاول. الخبراء يرجحون احتمال تحسن في اسعار النفط بسبب زيادة الطلب وتراجع اسعار صرف الدولار والتزام الدول بالتخفيض حيث من المرجح تجاوز اسعار مزيج برنت حاجز ال 50 دولار الا ان ذلك لا يبدو متاحا في المدى القصير الا انه متوقعا مع بداية العام.