هل بالغت الاسواق في ردة فعلها لفوز بايدن في الانتخابات الامريكية؟

هل بالغت الاسواق في ردة فعلها لفوز بايدن في الانتخابات الامريكية؟

تراجعت اسعار صرف الدولار الامريكي امام العملات العالمية، حيث اغلق الاسبوع متراجعا امام اليورو عند 1.1877 دولارا لليورو، و 1.3150 دولار للإسترليني و 0.9002 فرنك سويسري و103.30 ينا. حيث دفع التفاؤل بفوز بايدن وزيادة فرصة اقرار رزم انعاش مالي، مؤشرات اسواق الاسهم  للارتفاع وضغطت على اسعار صرف الدولار ليتراجع . المحللون يرجحون ان هذا التراجع في اسعار صرف الدولار مؤقت، لان الاسواق بالغت في استيعاب اثر نتائج الانتخابات التي انهت الاسبوع حائرة في بعض الولايات مما اعاق الاعلان عن فائز نهائي، كما فاز الجمهوريون بأغلبية مجلس الشيوخ مما سيعيق اقرر اية رزم انعاش كبيرة. الا ان وكالات الانباء الرئيسية اعلنت فوز بايدن امس السبت، بانتظار الاعلان الرسمي عن فوزه بعدد اكبر من اصوات المجمع الانتخابي واعلانه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، رغم عدم اعتراف الرئيس ترمب بالنتائج ولجوئه للقضاء مدعيا حدوث عمليات تزوير في هذه الانتخابات، وهذا ما قد يدفع الدولار للارتفاع خلال الاسبوع القادم. لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي انهت اجتماعها الخميس دون احداث اي تغيير على اسعار الفائدة او برنامج التوسع النقدي للفدرالي، كما اكد السيد جيرمي باول كالمعتاد على الحاجة لرزمة انعاش مالي، وابدى استعداده للاحتفاظ بأسعار فائدة منخفضة لمدة طويلة، واقرار توسع نقدي محتمل في حال تأخر اقرار اية رزمة انعاش لدعم الاقتصاد، مما اضعف الدولار ايضا وشجع الاتجاه الايجابي لمؤشرات الاسهم. المؤشرات الاقتصادية عموما جاءت في الجانب الايجابي من التوقعات فمؤشرات مدراء المشتريات الانتاجية في اوروبا وامريكا جاءت إيجابية، الا انها ما زالت دون مستوياتها التي كانت عليها قبل الجائحة، كما تراجعت مؤشرات الخدمات حيث ما زالت في مستوى الانكماش. مؤشرات البطالة والتشغيل في امريكا جاءت ايجابية، وافضل مما كان متوقعا، حيث اضاف الاقتصاد الامريكي 638 الف وظيفة خارج القطاع الزراعي وتراجعت نسبة البطالة الى 6.9% من 7.9% سابقا، وارتفعت نسبة المشاركة الى 61.7% الا ان الاسواق لم تتفاعل مع هذه المؤشرات عموما لانشغالها في متابعة نتائج الانتخابات التي كانت متأرجحة في بعض الولايات. المحللون يرجحون تراجع مؤشرات الاسهم وارتفاع الدولار خلال هذا الاسبوع لاعتقادهم بان اخبار الانتخابات طغت على اخبار انتشار COVID-19 في اوروبا وامريكا وتراجع زخم التعافي الاقتصادي.

تنتظر الاسواق الاعلان عن بعض المؤشرات الاقتصادية من الدرجة الثانية هذا الأسبوع، حيث من المتوقع ان تعلن المانيا عن مؤشرات ZEW  التي تقيس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الالماني لشهر تشرين الثاني يوم الثلاثاء، حيث من المتوقع تحسنا في قراءة المؤشر. كما سيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك الالماني لشهر تشرين الاول ومؤشر اسعار المستهلك الامريكي الذي يقيس مستوى التضخم يوم الخميس، حيث من المتوقع ان يرتفع بنسبة 1.8% على اساس سنوي. يلي ذلك اعلان اوروبا للقراءة الثانية للناتج المحلي الاجمالي الاوروبي يوم الجمعة، حيث من المتوقع استقرار المؤشر عند -4.3% على اساس سنوي، كما تنتظر الاسواق مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين حيث من المتوقع ارتفاع المؤشر الى 82 نقطة.

التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي

تراجع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY)  واغلق عند مستوى 92.27 بعد تراجع الطلب على الدولار بسبب غموض نتيجة الانتخابات واستمرار سياسة الفدرالي بالاحتفاظ بفائدة منخفضة لفترة طويلة. المؤشرات الفنية سلبية والاغلاق جاء سلبيا جدا، الا انه جاء فوق مستوى الدعم القوي في نطاق 91.75-91.90 مما يرجح احتمالات الارتداد ومعاودة الارتفاع خلال الاسبوع القادم. المؤشرات الفنية محايدة الا انها تميل لدعم وتيرة الانخفاض حيث من المتوقع تزايد زخم وتيرة الانخفاض في حال الانخفاض دون مستوى الدعم عند 91.75 الا ان ذلك مستبعدا حاليا، حيث ما زال المحللون يرجحون تماسك الدولار في نطاق الدعم والارتداد والاستقرار في نطاق 91.75-93.80 خلال هذا الاسبوع.

 مستويات الدعم 91.95  _ 91.75_91.25     المقاومة:   92.80  – 93.30 – 94.30

 اليورو الاوروبي :

ارتفعت اسعار صرف اليورو هذ الاسبوع واغلق عند مستوى 1.1877  دولار لليورو، اثر تراجع الطلب على الدولار الامريكي. اليورو يتذبذب في الطرف العلوي لنطاق التذبذب خلال الثلاث شهور الاخيرة حيث استعاد زخم وتيرة الارتفاع واختبر 1.1915 قبل ان يتراجع. المؤشرات الفنية ترجح معاودة اليورو للارتفاع لاختبار الحد الاقصى للنطاق الحالي عند 1.2015 قبل الانخفاض تبعا. الا ان احتمالات التداول خارج النطاق ما زالت مستبعدة لذا يبقى متوقعا استمرار التداول في ذات النطاق 1.16-1.20 حاليا . الدعم الحالي يتركز في نطاق 1.1780/1.1820 واستقرار اليورو فوق هذا المستوى يرجح الارتفاع، اما في حالة الانخفاض دون هذا النطاق فيبقى من المرجح اختبار الدعم حول 1.1700 قبل معاودة الارتفاع ثانية. المؤشرات الفنية ما زالت محايدة حيث ينتظر المحللون اي انحراف في اي من الاتجاهين خارج النطاق الحالي لتحديد وجهة السوق القادمة الا ان ذلك مستبعد حاليا.

نقاط الدعم : 1.1815 -1.1770  -1.1700   المقاومة :   1.1920  -1.1965  – 1.2015

 الشيكل الاسرائيلي:

 تراجع سعر صرف الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي واغلق الاسبوع عند مستوى 3.375 شيكل/دولار متأثرا بتراجع الدولار في الاسواق العالمية ، وارتفاع مؤشرات الاسهم العالمية كما ارتفع الشيكل نتيجة غموض نتائج الانتخابات واحتمال فوز بايدن وخسارة الديمقراطيون لمجلس الشيوخ مما سيعيق اقراره لرزمة انعاش كبيرة. وزارة المالية اعلنت ان العجز في الميزانية من بدية العام حتى نهاية شهر تشرين الاول بلغ 122.7 مليار شيكل بينما بلغت نسبة العجز السنوي 10.1% من الناتج المحلي الاجمالي. الاسواق تفاءلت بتراجع وتيرة انتشار كورونا والفتح التدريجي للاقتصاد. المؤشرات الفنية سلبية وترجح احتمال اعادة اختبار منطقة الدعم في نطاق 3.35-3.36 قبل الارتداد ثانية. المحللون يرجحون تراجع مؤشرات الاسهم العالمية ثانية خاصة مع تزايد انتشار كورونا واتساع اثارها مما سيدفع الشيكل للتراجع خلال الاسبوع القادم، لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 3.35-3.40 حاليا لحين وضوح الرؤيا بخصوص نتيجة مؤكدة للانتخابات الامريكية. المحللون ما زالوا يرجحون ارتفاع الدولار مقابل الشيكل على المدى القصير خاصة اذا ما تراجعت مؤشرات اسعار الاسهم العالمية، الا ان الشيكل سيعود لاسترداد زخم ارتفاعه لاحقا بعد ان تهدأ هذه العاصفة، لذا يتوقع المحللون ان اي ارتفاع له معنى قد يمنح فرصة لبيع الدولار على مستويات اسعار اعلى مما هي عليه الان. حيث يستمر الشيكل بالاحتفاظ بأسباب قوته حاليا.

الدعم : 3.3650 - 3.3500 - 3.3200  المقاومة  : 3.3950  – 3.4250  – 3.4620

الذهب والنفط :

ارتفعت اسعار الذهب نهاية الاسبوع واغلقت عند 1952 دولار للأونصة بسبب ما رافق الانتخابات الامريكية من توتر ومخاوف وعدم وضوح وتراجع للدولار الامريكي، وتوجه المستثمرين للتحوط وشراء الذهب كملاذ خوفا من تراجع مؤشرات الاسهم او ارتفاع التوتر نتيجة تأرجح نتائج الانتخابات وتزايد فرص فوز بايدن حيث من المتوقع اقرار رزمة انعاش مالي كبيرة مما ساعد في زيادة زخم الارتفاع. المؤشرات الفنية ايجابية بعد تجاوز الذهب لنطاق المقاومة واغلاق السعر فوق مستوى 1950 مما يدعم التوقعات السابقة باستعادة زخم الارتفاع لاختبار مستويات المقاومة في نطاق 1965 و1985 واختبار الحاجز الأقوى في مستوى 2000 قبل نهاية العام. المحللون يرجحون احتفاظ الذهب بزخم وتيرة ارتفاعه في المدى المتوسط والطويل حيث ما زالت التوقعات ترجح تجاوز الذهب لمستوى 2000 قبل نهاية العام لذى يبقى من المرجح استقرار الذهب فوق مستوى الدعم في نطاق 1915-1935 للاحتفاظ بوتيرة الارتفاع لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 1900-2000 لهذا الاسبوع.

 كما ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي عن اغلاق الاسبوع الماضي واغلق عند مستوى 39.65 دولار للبرميل  حيث انخفض بداية الاسبوع ليختبر 36 دولار وارتد منها مرتفعا الى 41.50 قبل ان يستقر حول مستوى ال 40 دولار متأثرا بتراجع اسعار صرف الدولار والتفاؤل بفوز بايدن واحتمالات إقرار رزم انعاش اقتصادي .اخبار متفائلة من اوبك + ترجح اتفاقا على تمديد تخفيض الانتاج حتى نهاية شهر كانون الثاني القادم، الا ان تزايد عدد الاصابات ب COVID19 والاغلاق عبر اوروبا يؤثر سلبا على الاسعار لذا يبقى مرجحا استمرار التداول حول 40 دولار للبرميل حاليا.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد