ارتفعت اسعار صرف الدولار هذا الاسبوع حيث اغلق عند 1.1718 دولار لليورو و0.9147 فرنك سويسري و 105.38 ينا للدولار واغلق عند 1.2918 دولارا للجنية الاسترليني . اذ تراجعت رغبة المستثمرين في المخاطرة، وارتفع الطلب على الدولار خاصة مع عدم التواصل لتوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس لإقرار رزمة الانعاش المالي الامريكية المقترحة. كما دعم ارتفاع الدولار قبل اغلاق الاسبوع يوم الجمعة الاعلان عن تحسن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر ايلول بنسبة 1.5% بعد توقعات بارتفاع بنسبة 0.50% وتحسن مؤشر ثقة المستهلكين لجامعة ميشيغان الذي جاءت قراءته افضل من المتوقع عند(81.2) . فيما تراجع الانتاج الصناعي بنسبة 0.6%، اما اليورو الاوروبي فتراجعت اسعار صرفه اثر الاعلان عن تزايد الاصابات ب COVID-19 في معظم دول الاتحاد الاوروبي واعادة التشدد في الاغلاق مما سيعيق التعافي الاقتصادي المتوقع . البيانات الاقتصادية جاءت متراجعة حيث جاءت قراءات مؤشر ZEW الالماني عند 56.1 اقل من المتوقع بكثير عند 73.0. وتراجع نفس المؤشر لدول الاتحاد حيث جاءت قراءته عند52.3 اقل من المتوقع عند 70.5. وتراجع مؤشر اسعار المستهلك الالماني بنسبة 0.4% على اساس سنوي، بينما تراجع مؤشر اسعار المستهلك الامريكي الى 1.7% من 1.8% . وبهذا يبقى التضخم على ضفتي الاطلسي دون المستويات المستهدفة. كما ساهم التشاؤم بخصوص التوصل لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في تحسن الطلب على الدولار كذلك. المحللون يرون بان مزاج السوق متشائم ومتقلب نتيجة ازدياد انتشار كورونا في اوروبا وتأخر اقرار الكونجرس لرزمة الانعاش المالي هذا بالإضافة الى اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الامريكية مما يزيد من توقعات تراجع مؤشرات الاسهم عبر العالم ومما سيزيد من احتمالات التذبذب في الاسواق الأمر الذي قد يحسن الطلب على الدولار الامريكي.
بدأ هذا الاسبوع بفرض الصين قانون يقيد بعض الصادرات الى بعض الدول التي تتخذ اجراءات تضر بالاقتصاد الصيني وباجتماع صندوق النقد الدولي يوم السبت. اما يوم الاثنين فيبدا بمؤشر الناتج المحلي الاجمالي الصيني للربع الثالث وسيشهد مؤتمرات صحفية لكل من جيرم باول محافظ الفدرالي الامريكي ومحافظة المركزي الاوروبي حيث تتوقع الاسواق ان يعبر كليهما عن مخاوفه من تراجع وتيرة التعافي الاقتصادي ويؤكد على استقرار السياسة النقدية واستمرار دعمها للتعافي الاقتصادي. الخميس كالمعتاد، سيتم الاعلان عن طلبات اعانات البطالة الاسبوعية الامريكية اما الجمعة فستقوم (MARKIT ) بالإعلان عن مؤشرات مدراء المشتريات الخدماتية والانتاجية في كل من المانيا اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حيث من المتوقع تراجع قراءات هذه المؤشرات في اوروبا عموما وتحسنا طفيفا في قراءة مؤشرات أمريكا، كما ستتابع الاسواق يوم الجمعة ايضا المناظرة الاخيرة بين مرشحي الرئاسة الامريكية.
التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
ارتفع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 93.70 مما يبقى على مستوى 93.00 كمستوى دعم حالي . المؤشرات الفنية على المدى القصير إيجابية، وتدعم مزيدا من الارتفاع على المدى القصير لاختبار المقاومة عند 94.25، خاصة مع استمرار ارتفاع مستوى المخاطر في الاسواق بسبب انتشار كورونا في موجته الثانية وتأخر اقرار رزمة الانعاش المالي الامريكية، وهذا ما سيساعد الدولار على احتفاظ ببعض مكاسبه. الا ان المؤشرات على المدى المتوسط سلبية جدا مما يحد من ارتفاع الدولار، حيث يضغط ارتفاع العجز في الميزانية الناتج عن رزم الانعاش والحاجة الى تمويل الدين العام على اسعار صرف الدولار. لذا من المتوقع ان يتذبذب السوق في نطاق 92.00-96.00 حتى الى ما بعد الانتخابات الامريكية حيث يرجح المحللون تراجع مؤشر الدولار أيا كان المرشح الفائز.
مستويات الدعم 93.00 – 92.70-91.90 المقاومة: 94.25 – 94.75 – 96.00
اليورو الاوروبي :
تراجعت اسعار صرف اليورو هذ الاسبوع واغلق عند مستوى 1.1718 دولار لليورو بعد ان اختبر المقاومة عند مستوى 1.1830 وتراجع منها تحت ضغط توسع انتشار كورونا والاعلان عن اجراءات تشدد في الاغلاق الاقتصادي. المؤشرات الفنية على المدى المتوسط والطويل ايجابية وترجح احتمالات الارتفاع لاختبار 1.2000 مرة أخرى، اما المؤشرات على المدى القصير فسلبية الى محايدة حاليا ولا تدعم تحركا قويا في اي اتجاه حيث يبقى الدعم عند مستوى 1.1680 يليه دعما اخر عند مستوى 1.1600. فيما يبقى الدعم الكبير في نطاق حول 1.1500 هو نطاق الدعم الاهم الذي يحول دون انخفاض حاد لليورو حاليا. اما في حالة الارتفاع فيبقى مستوى 1.1780 و 1.1830 حائلا دون الارتفاع الى 1.1920 حيث حاجز المقاومة القوي. لذا من المتوقع ان يتذبذب السعر في كلا الاتجاهين ضمن نطاق 1.16-1.18 لهذا الاسبوع.
نقاط الدعم : 1.1680 -1.1600 -1.1500 المقاومة : 1.1780 -1.1830 – 1.1920
الشيكل الاسرائيلي:
استقرت اسعار صرف الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي واغلق الاسبوع عند مستوى 3.3750 شيكل/دولار بعد ان تذبذب في نطاق 3.36-3.40 خلال الاسبوع .الشيكل استعاد بعضا من قوته بعد اعلان الحكومة تخفيف اجراءات الاغلاق الاقتصادي والتخلي عن اجراءات الاغلاق التي فرضت سابقا. وساهمت البيانات المالية والاقتصادية في احتفاظ الشيكل بتلك القوة. فبداية الاسبوع اعلنت وزارة المالية ان العجز في الميزانية بلغ 9.1% من الناتج المحلي للعام المنتهي نهاية ايلول بسبب رزم الانعاش الاقتصادي التي صرفتها الحكومة وبسبب تراجع ايرادات الضرائب بنسبة 9.9%. كما اعلن البنك الدولي انه يتوقع انكماش الاقتصاد الاسرائيلي بنسبة 5.9% لهذا العام بعد توقعات سابقة بانكماش بنسبة 6.3% واعلى بقليل من معدل انكماش اقتصاديات الدول المتقدمة المتوقع ب 5.8%، علما بان الاقتصاد الاسرائيلي قد تراجع بنسبة 10.1% للنصف الاول على اساس سنوي ، كما ان اسعار المساكن تراجعت بنسبة 0.3% خلال شهري تموز وآب حسب دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية. المحللون يرجحون استمرار قوة الشيكل على المدى القصير ولغاية الانتخابات الامريكية حيث يتوقع محللو شركة جولدمان ساكس الاستثمارية الامريكية في تقريرهم الاسبوع الماضي تراجع قوة الشيكل في حال فوز جو بايدن بالرئاسة. المؤشرات الفنية سلبية وتدعم مزيدا من قوة الشيكل في المدى المتوسط والطويل، طالما استمر التداول دون مستوى 3.40. الا ان المؤشرات على المدى القصير ايجابية مما قد يحول دون هبوط حاد لسعر صرف الدولار مقابل الشيكل، الا انها لا توحي باحتمال ارتفاع قوي أيضا، لذا يبقى من المتوقع اعادة اختبار مستوى الدعم عند 3.3500 واختبار مدى قوة تدخل المركزي الاسرائيلي للحيلولة دون الهبوط دونها قبل الارتداد لتجاوز مستوى 3.4000، حيث يتحسن زخم وتيرة الارتفاع. لذا يرى المحللون في اي هبوط للسعر لاختبار 3.32-3.30 ان حدث فرصة لشراء الدولار حاليا. كما نذكر بالارتباط القوي بين تذبذب اسعار الدولار مقابل الشيكل وتذبذب مؤشرات الاسهم وخاصة مؤشر ناسداك الامريكي حيث يحتاج المستثمرون لإجراء عمليات تحوط لها علاقة باستثماراتهم وحيث من المتوقع ان يرتبط تذبذب الاسهم بالموافقة على رزمة الانعاش المالي الامريكية التي طال انتظارها..
الدعم : 3.3700 - 3.3500 - 3.3200 المقاومة : 3.4050 – 3.4180 – 3.4350
الذهب والنفط :
تراجعت اسعار الذهب هذا الاسبوع واغلقت عند 1900.50 دولار للأونصة، بعد ان اختبر الذهب حاجز 1932 وتراجع منه خلال الاسبوع ليعاود اختبار نطاق الدعم حول 1880 بسبب تزايد الطلب على الدولار كعملة ملاذ وحاجة الاسواق الى السيولة مع تأخر اقرر قطبي السياسة الامريكية لرزمة انعاش مالي طال انتظارها، مما دعم تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة وزاد من الطلب على الدولار. كما ساهم استقرار مستوى التضخم في اوروبا وامريكا دون المستهدف من قبل البنوك المركزية في استقرار اسعار الذهب وتراجع الطلب عليه حاليا. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم معاودة الارتفاع لاختبار مستوى 2000 في المستقبل القريب، الا ان الذهب فقد زخم ارتفاعه تدريجيا مع تعود الاسواق على التعامل مع متناقضات تدفق اخبار COVID-19 واخبار الانتخابات الامريكية حاليا، لذا يتوقع المحللون استمرار التداول في نطاق 1860 و 1940 خاصة مع قوة طرفي هذا النطاق من الدعم في نطاق 1850-1860 والمقاومة القوية في نطاق 1940-1950 الذي يحول دون الاندفاع لتجاوز 2000 مرة اخرى.
كما استقرت اسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 42.78 دولار بعد ان تذبذب في نطاق 41.50-43.50 خلال الاسبوع .اسعار النفط تتذبذب تبعا لتدفق اخبار تؤثر على العرض والطلب في الاسواق فالأنباء عن تراجع مستوى المخزون الاستراتيجي توازيها اخبار عن عودة الصادرات الليبية، والانباء عن تراجع الطلب لسبب ازدياد انتشار كورونا وزيادة التشدد، تواجهها الانباء عن عدم رغبة اوبك زيادة الانتاج بعد 1 كانون الاول في اجتماعها الموسع يومي 30/11 و 1/12، لذا تستمر الضغوط على اسعار النفط في المستويات الحالية مع استقرار الاسعار ضمن النطاق الحالي بين 40 و 45 دولار للبرميل حتى اجتماع اوبك + القادم.