استقرت اسعار صرف الدولار اواخر الاسبوع حيث اغلق عند 1.1847 دولار لليورو و0.9088 فرنك سويسري و 106.17 ينا للدولار، بينما تراجع الجنية الاسترليني ليغلق عند 1.2797 بعد انباء عن تعثر مباحثات خروج بريطانيا وانباء تجاوزها لبنود اتفاقية الخروج ونيتها الخروج دون اتفاق. اليورو استفاد من تصريحات المركزي الاوروبي المتفائلة بخصوص التعافي الاقتصادي وتحسن التوقعات بخصوص النمو والتضخم، حيث ابقى البنك على اسعار الفائدة دون تغيير، واكد الحاجة لاستمرار السياسة النقدية التوسعية للبنك مدة أطول. كما اوضحت رئيسة المركزي الاوروبي بان المركزي الاوروبي لا يستهدف اسعار صرف اليورو رغم متابعة البنك لآثارها على صادرات الاتحاد والتضخم، مما يعني عدم اعتراض البنك على ارتفاع اليورو. الا ان انباء الموجة الثانية من انتشار وباء كورونا وفشل تجارب المرحلة الثالثة من اختبار احد اللقاحات حدت من ارتفاع اليورو، وساعدت الدولار على استعادة بعضا من قوته. المؤشرات الاقتصادية الاوروبية جاءت ايجابية فالقراءة الثانية للناتج المحلي الاوروبي على اساس ربعي تحسنت من -12.1 الى -11.80، كما تراجع مؤشر اسعار المستهلك الالماني بنسبة 0.1% على اساس سنوي، فيما ارتفع مؤشر اسعار المستهلك الامريكي الذي يقيس مستوى التضخم بنسبة 0.4% على اساس شهري و 1.7% على اساس سنوي، مما ساعد الدولار الامريكي على التحسن. المحللون يرجحون استقرار اسعار صرف الدولار حاليا لحين ظهور مستجدات تساعد على تخفيف الضغوط نحو مزيد من الانخفاض.
تجتمع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي اجتماعها المجدول للتقرير في سياستها النقدية يوم الاربعاء القادم. حيث لا مفاجأة متوقعة من ذلك الاجتماع بعد تعديل الفدرالي لأولويات سياسته النقدية التي تم الاعلان عنها سابقا. الاسواق تنتظر من جيرمي باول تأكيدات على استمرار دعمه للاقتصاد في هذه المرحلة حيث بإمكانه فعل المزيد في هذا المجال، ويجب ان لا يرمي الكرة في ملعب الكونجرس الذي يعجز حتى الان عن تمرير رزمة تحفيز اقتصادي لدعم العاطلين عن العمل. كما سيتم الاعلان خلال يوم الاربعاء عن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر اب، حيث من المتوقع ان يظهر تحسنا بنسبة 1.1%. كما سيتم الاعلان عن ثقة المستهلك في ميشيغان لشهر ايلول يوم الجمعة، حيث من المتوقع ارتفاع مؤشر الثقة الى 76 نقطة بعد ان كان 74.1 خلال شهر اب. ومن المهم الاشارة الى ان اخبار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ستتصدر المشهد، فالاثنين سيتم التصويت في مجلس العموم البريطاني على قانون معدل للخروج، وسيتم الاعلان عن تقرير التضخم. فيما يجتمع المركزي البريطاني يوم الخميس القادم للتقرير في سياسته النقدية.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
تحسن اداء مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 93.25 بعد ان فشله في تجاوز 93.65 وعاد ليختبر الدعم عند 92.80 قبل ان يستعيد قوته ويستقر قبيل الاغلاق. المؤشرات الفنية ايجابية على المدى القصير وتدعم مزيدا من التحسن في اداء هذ المؤشر، حيث يبقى متوقعا اختبار المقاومة عند مستوى 94.00 الا ان تجاوزها يبدو صعبا حاليا لذا يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 92.80-94.00 ما لم يساعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي في الخروج من هذا النطاق ويساعد الدولار لتحقيق مكاسب اضافية.
مستويات الدعم 92.80 – 92.20-91.80 المقاومة: 93.20 – 93.50 – 93.90
اليورو الاوروبي :
استقرت اسعار صرف اليورو هذ الاسبوع واغلق عند مستوى 1.1847 دولار بعد ان تذبذب بين الدعم الفني عند 1.1750 والمقاومة عند 1.1920. المؤشرات الفنية ما زالت سلبية، وترجح استمرار التذبذب في نفس النطاق مع تزايد الضغوط لمزيد من الانخفاض لاختبار نطاق الدعم دون المستويات الحالية والانخفاض لاختبار مستويات دون 1.1700. اليورو لم يستفد من تصريحات المركزي الاوروبي بعدم استهداف سعر الصرف وعدم اعتراضه على ارتفاعه، حيث اختبر مستوى 1.1920 وتراجع عنه. كما بات واضحا بان موجة انتشار كورونا الثانية وتراجع احتمالات خروج بريطانيا باتفاق مع الأوربيين تضغط على اليورو وتحد من قدرته على الارتفاع في الوقت الحالي. بعض المؤشرات الفنية توحي بتزايد احتمال اختبار نطاق الدعم حول 1.15 قبل معاودة الارتفاع . لذا يرجح المحللون استمرار التداول دون مستوى المقاومة عند 1.1965 مع استمرار الضغوط لمزيد من الانخفاض حاليا.
نقاط الدعم : 1.1780 -1.1750 -1.1710 المقاومة : 1.1870 -1.1950 – 1.2045.
الشيكل الاسرائيلي:
ارتفع الدولار الامريكي بحدة امام الشيكل الإسرائيلي، واغلق عند مستوى 3.4700 شيكل لكل دولار بعد اعلان لجنة كورونا رفع توصية بالإغلاق الاقتصادي الشامل في اسرائيل لمدة أسبوعين، حيث رفعت اللجنة توصية لمجلس الوزراء لإقرار واعتماد خطة من ثلاثة مراحل لتفادي مزيد من الاصابات وللحد من الانتشار السريع للفيروس، بعد تجاوز الاصابات اليومية 4000 اصابة. حيث من المتوقع الاعلان عن قرار مجلس الوزراء لاحقا اليوم، مما يعني متابعة الاجراءات التي سيتم اقرارها وتبنيها لما سيكون لها من اثر على اسعار صرف الدولار مقابل الشيكل. المركزي الاسرائيلي اعلن انه اشترى 2.5 مليار دولار خلال شهر اب الماضي للاحتفاظ بالدولار فوق مستوى 3.40 وقبل ان يهوي الى مستوى 3.35 . المحللون يرجحون ان اثار واتساع انتشار كورونا نجح في كبح جماح قوة الشيكل، حيث فشل المركزي الاسرائيلي من خلال تدخله في الاسواق. وزارة المالية الاسرائيلية اعلنت يوم الاحد الماضي تزايد العجز السنوي في الميزانية الى 8.1 % من الناتج المحلي نهاية شهر اب بعد ان كانت 7.2% نهاية شهر تموز. المحللون وبانتظار قرار الاغلاق يرجحون استمرار تراجع الشيكل وتجاوز حاجز 3.50 شيكل لاختبار 3.55 قريبا اذا ما استمر تراجع مؤشرات الاسهم الاسرائيلية والعالمية وتحسن اسعار صرف الدولار عالميا، وزيادة الغموض بخصوص اثار كورونا الاقتصادية ومدى اتساع انتشاره. الا ان اخبار انتشار كورونا في اوروبا واحتمال تعثر مفاوضات خروج بريطانيا قد تساعد في الحد من ضعف الشيكل امام اليورو، وبالتالي الحد من حدة ارتفاع الدولار واستمرار التداول دون مستوى 3.500 حاليا. لذا يبقى مرجحا استمرار التداول في نطاق 3.4350-3.4850 لهذا الاسبوع مع تزايد احتمالات ارتفاع الدولار بشكل اكبر، اذا ما اعتمدت خطط اغلاق شامل لمدة طويلة، فغموض اجراءات الحد من سرعة الانتشار تلعب دورا اساسيا في المستوى الذي سيتوقف عنده ارتفاع الدولار حاليا، علما ان المؤشرات الفنية على المدى المتوسط والطويل تبقي على احتمال ضعف الدولار ومعاودة الانخفاض السريع دون 3.400 قائما بعد الخروج من محنة انتشار كورونا.
الدعم : 3.4500 - 3.4350 - 3.4150 المقاومة : 3.4750 – 3.4950 – 3.5130
الذهب والنفط :
ارتفعت اسعار الذهب هذا الاسبوع واغلقت عند 1940.50 دولار للأونصة بعد ان اختبر السعر حاجز المقاومة في نطاق 1966 وتراجع منه. المؤشرات الفنية للسعر سلبية وتدعم مزيدا من التراجع التصحيحي للسعر لإعادة اختبار نطاق الدعم عند 1900 والانخفاض دونها لاختبار قاعدة الارتفاع حول نطاق 1865 في ظل غياب اسباب موضوعية للارتفاع بعد تراجع اهتمام الاسواق في التوتر الامريكي الصيني، وتراجع المخاوف من موجة انتشار كورونا. المحللون يرجحون استمرار زخم الارتفاع لمحاولة اختبار مستويات اسعار فوق 2000 دولار رغم تراجع زخم الارتفاع وتراجع اداء المؤشرات الفنية التي باتت ترجح تراجعا تصحيحا مؤقتا وعلى المدى القصير قبل معاودة الارتفاع . لذا من المرجح استمرار التداول في نطاق1900-1966 لهذا الاسبوع مع تزايد الضغوط للانخفاض.
وتراجعت اسعار مزيج برنت القياسي للأسبوع الثاني، واغلق عند مستوى 39.72 دولار للبرميل متأثرة بتحسن اسعار صرف الدولار الامريكي وارتفاع مستوى مخزون النفط الامريكي، وتراجع الطلب نتيجة تفاقم مشكلة انتشار فايروس كورونا في بعض الدول كبريطانيا وارتفاع احتمالات لجوء بعض الدول الى الاغلاق الاقتصادي لتفادي الانتشار مرة اخرى. المحللون يرجحون استمرار الضغوط على اسعار النفط للتراجع الا انهم يرون بان الاسعار ستستقر حول المستويات الحالية مع استمرار التفاؤل بتحسن الاسعار خلال الفترة المقبلة، بعد تجاوز اثار الموجة الثانية من انتشار كورونا. لذا يبقي المحللون على توقعاتهم باستمرار تداول مزيج برنت في نطاق 38-43 لهذا الاسبوع.