تراجع  الدولار الامريكي للاسبوع  الخامس على التوالي  حيث اغلق عند 1.1656  دولار لليورو، و1.2796  دولار للاسترليني و 0.9206 فرانك سويسري  و 106.03 ين لكل دولار. متاثرا بموافقة دول لاتحاد الاوربي على صندوق الانعاش الاقتصادي للدول المتضررة في اوروبا لتتمكن من  مواجهة كورونا ومخاوف من تراجع مؤشرات التعافي والانتعاش الاقتصادي في امريكا بسبب التوتر السياسي المتصاعد بين امريكا والصين اكبر اقتصادين في العالم بعد اغلاق للقنصليات وطرد للدبلوماسيين من الطرفين مما قد ينذر بعودة الحرب الباردة بينهما وما لذلك من اثر على الاتفاق التجاري الاولي الذي تم انجازه بينهما، كما ساهم الاعلان عن اكتشاف لقاحات اجتازت مرحلة الاختبار الثالثة في تراجع الطلب على الدولار كعملة ملاذ مع التزايد في اعداد المصابين والوفيات بسبب COVID 19  حيث تجاوز عدد الاصابات في امريكا حاجز ال 4 مليون مصاب و 147 الف من الوفيات ، ولكن االحال ليس بافضل خارج امريكا حيث ارتفعت مؤشرات الاصابات وبدات تهدد باحتمال تراجع العودة الاقتصادية وتزايد احتمالات ركود اقتصادي عالمي وهذا ما دفع امريكا لطرح رزمة انعاش كبيرة جديدة ستتم الموافقة عليها قريبا  لتجاوز الجائحة. الخبراء يرجحون استمرار التراجع  الميكانيكي في اسعار صرف الدولار بسبب رزم الانعاش الاقتصادي الغير مسبوقة في امريكا وخارجها والتي ستؤدي الى اغراق النظام المالي بالسيولة وظهور التضخم وتراجع اسعار صرف الدولار الامريكي حيث فقد الدولار الامريكي هيبته كعملة ملاذ  وتراجع بشكل كبير خلال الايام القليلة الماضية رغم التصعيد السياسي وتعمق اثر الوباء وزيادة التوتر بين امريكا والصين.
  لم يتم الاعلان خلال الاسبوع الماضي عن اي مؤشرات اقتصادية ذات تاثير او دلالة كبيرة  فمؤشرات مدراء المشتريات الانتاجية و الخدمات في اوروباء جاءت متفائلة وفوق مستويات الانتعاش عند 50 نقطة  الا ان مؤشر الخدمات في امريكا ما زال دون ال 50 نقطة. ولكن يبقى اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي هذا الاسبوع  للتقرير في السياسة النقدية للبنك هو الاهم حيث من المتوقع استمرار انتهاج اللجنة لسياسة الانتظار طالما يبحث مجلس النواب رزمة انعاش اقتصادي بترليون دولار او تخفيضها الى 600 مليار ربما.الا ان المستثمرون سيتابعون المؤتمر الصحفي لجيرم باول  بعد انتهاء الاجتماع يوم الاربعاء وما سيقدمه من توقعات بخصوص المستقبل.كما سيتم الاعلان عن مؤشر السلع المعمرة في امريكا يوم الاثنين وسيتم الاعلن عن معدل النمو الناتج المحلي الاجمالي للربع الثاني من هذ العام لكل من المانيا وامريكا يوم الخميس حيث من المتوقع تراجع النمو في الناتج الالماني بنسبة 2.2% وتراجعا بنسبة 6.2%  في الناتج الامريكي على اساس سنوي كما سيتم الاعلان عن التراجع في الناتج المحلي للاتحاد الاوربي يوم الجمعة حيث يتوقع الاعلان عن تراجع في الناتج المحلي  بنسبة 4.30%.

التحليل الفني:    (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي:
  اغلق مؤشر الدولار امام سلة العملات ( DXY)  على انخفاض حاد عند  مستوى  94.34  بعد تراجع متسارع للدولار وتراجع الطلب على الدولار كعملة ملاذ وارتفاع الذهب واليورو بعد الاعلان عن اتفاق دول اوروبا بخصوص صندوق الانعاش الاقتصادي الا ان الضربة الاقوى جاءت بعد اعلان الولايات المتحدة عن رزمة انعاش اقتصادي جديدة بمبلغ ترليون دولار مما يعني اغراق الاسواق بالسيولة .اهذا الاغلاق عند نطاق دعم فني مهم جدا فهذه مستويات حاسمة ونقطة مفصلية  الانخفاض دونها يعني مزيدا من التدهور الذي قد يتسارع .  فالمحللون الماليون قلقون ويرون بان الدولار ينخفض كضحية لسياسات مالية ونقدية توسعية متهورة  فما ان تنخفض مؤشرات الاسهم قليلا حتى يتم الاعلان عن رزم الانعاش مما يثير القلق من حجم السيولة المتاحة . المؤشرات الفنية غاية في السلبية ويكفي اغلاق اسبوعي واحد دون مستوى 93.80 القريب ليبدا المحللون بتقدير عمق الانخفاض الذي قد يكون عميقا الى مستويات دون ال 90.الا ان البعض يبحث عن نقطة يتوقف عندها هذا التراجع حيث من المتوقع مع تراكم الاحداث هذا الاسبوع ان يبقى الدولار فوق مستويات الدعم في نطاق 93.80-94.30 حيث يبدا بالتصحيح البطىء بعدها الا ان هذا الاحتمال قد يؤجل انخفاض اخر متسارع الا انه لا يلغيه فيما تبقى فرصة هذا التصحيح هي الارجح خلال هذا الاسبوع خاصة وان مؤشرات اشباع البيع قاربت من التشبع وتوحي بقرب حدوث ارتداد تصحيحي والعودة للاستقرار فوق 95.

مستويات الدعم 94.10 – 93.80-93.30    المقاومة:   94.80  – 95.30 – 95.80

 اليورو الاوروبي :
ارتفع سعر صرف اليورو بشكل كبير ومتسارع واغلق الاسبوع عند مستوى 1.1653 دولار لليورو بعد وصول دول الاتحاد الاوروبي الى اتفاق بشان صندوق الانعاش والتعافي الاقتصادي بعد نقاشات حادة استمرت لمدة اربع ايام مما يدعم اليورو ويعزز بنيته. الاتفاق تم اخير على رزمة انعاش فوري ب 750 مليار يورو منها 390 مليار منح للدول المتضررة على شواطىء المتوسط  و360 مليار على شكل قروض حيث باركت الاسواق هذا الاتفاق التاريخي الغير متوقع والغير مسبوق بين دول الاتحاد . المؤشرات الفنية غاية في الايجابية الا ان اارتفاع اليورو توقف عند حاجز المقاومة الفنية الكبيرة عند مستوى 1.1650 . فتجاوز هذا الحاجز يعني تحولا في اتجاه اليورو وقد يعزز وتيرة وزخم الارتفاع في المدى المتوسط .الا ان مؤشرات اشباع الشراء حاليا ترجح احتمال تراجع وحدوث تصحيح في السعر والعودة للتداول في نطاق 1.1460-1.1660 . المحللون الفنيون يؤكدون ان اي اغلاق اسبوعي للسعر فوق هذه المقاومة الفنية يعني تنامي وتيرة وزخم الارتفاع وتعاظم الفرصة لاعادة اختبار مقاومة في نطاق 1.1860-1.1900 قريبا الا ان التراجع من هذه المقاومة يبقى مرجحا حاليا حيث من المتوقع اعادة اختبار نقاط الدعم عند  1.1550  و1.1460 كقاعدة ارتفاع  قبل معاودة الارتفاع وتجاوز المقاومة .

نقاط الدعم : 1.16000 -1.1550 -1.1460  المقاومة :   1.1720 -1.1790 – 1.1860

  الشيكل الاسرائيلي:
تراجع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي  واغلق عند مستوى 3.4130 شيكل لكل دولار متاثرا بتراجع الدولار الامريكي  امام العملات العالمية .ومع ان الاوضاع المحلية لا تساعد في مزيدا من قوة الشيكل الا ان استمرار تراجع الدولار عالميا يدفع نحو انخفاض مؤقت لاختبار مناطق الدعم الحالية عند هذا المستوى ومحاولة الانخفاض دونها لاختبار 3.3950  الا ان هذا الاحتمال يبقى ضعيف حاليا حيث من المرجح حدوث تصحيح فني لاسعار صرف الدولار ومعاودة الارتفاع لاختبار مستويات المقاومة في نطاق 3.4350-3.45 قريبا. واستمرار التداول في نطاق 3.40-3.45 حاليا مع الابقاء على وتيرة الارتفاع من هذه المستويات . المحللون يرجحون استقرار اسعار صرف الدولار مقابل الشيكل في مستويات فوق 3.4000  خاصة مع تزايد التوترات السياسية التي يفتعلها رئيس الوزراء مع ايران او سوريا لتجنب الصدام مع احتجاجات داخلية ضد سياساته في ادارة انتشار وباء كوونا.الغموض في معطيات هذا السعر المحلية او العالمية تبقيه رهينة  تقلبات   مؤشرات اسعار الاسهم العالمية .كما تستمر ارادة البنك المركزي الاسرائيلي والتدخل للحد من قوة الشيكل في الحد من انخفاض الدولار دون مستوى  الدعم هذه .حتى لو انخفض الدولار الامريكي امام العملات الاخرى يبقى احتمال انخفاض الدولار مقابل الشيكل محدودا مما يدعم تراجع الشيكل مقابل اليورو والعملات الاخرى .المؤشرات الفنية الحالية ايجابية وتدعم ارتداد السعر ومعاودة الارتفاع واستمرار التداول في نطاق ضيق بين 3.41 و 3.43 حاليا.

الدعم : 3.4050 - 3.3900 - 3.3750  المقاومة  : 3.4330 – 3.4530  – 3.4730

الذهب والنفط :
اغلق سعر الذهب هذا الاسبوع عند مستوى 1902 دولار للاونصه في اعلى اغلاق تاريخي . حيث بدأ الذهب في الارتفاع المتسارع بعد الاعلان عن اتفاق دول الاتحاد الاوروبي على رزمة الانعاش الاقتصادي الكبيرة بعد مفاوضات شاقة .كما اجتمعت اسباب ارتفاع سعر الذهب معا فالذهب كعملة ملاذ امن للمستثمرين مع ازدياد التوتر والفوضى والاضطراب والمخاوف والذهب كاداة تحوط للتضخم وضعف الدولار الامريكي كل ذلك ادى الى ارتفاع الذهب الى مستويات قريبة من المستوى التاريخي الذي وصله سابقا عند 1921 دولار.المحللون يرجحون استقرار اسعار الذهب في هذه المستويات المرتفعة واحتمالات استمرار الارتفاع فالمخاطر الجيوسياسية تتزايد بالتوتر اللامريكي الصيني والوعود بمزيد من رزم التحفيز الاقتصادي والسياسات النقدية التوسعية مستمر عبر العالم لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 1800-1950 دولار للاونصة خلال الاسبوع القادم مع استمرار وتيرة الارتفاع .الا ان الخبراء بدأو في تقدير مخاطر الارتفاع الكبير في نسبة الدين العام الى الناتج المحلي للدول العظمى واثاره المالية والاقتصادية في المستقبل مما يبقى على الطلب الفني طويل الامد على المعدن الثمين. فنيا : المؤشرات ايجابية الا ان بعض مؤشرات اشباع الشراء على المدى القصير بدات تعطي اشارات باحتمال حدوث تصحيح وتراجع محدود للسعر ومع ان هناك من بدا ينذر بان الاسعار وصلت مستويات تتزن فيها المخاطر مع المستويات الحالية للسعر  ويرجح التراجع من هذه المستويات الا ان البعض يرى بان استمرار تدهور الاوضاع يشي بمزيد من الارتفاع في الممستقبل حيث تشير المؤشرات الفنية بان الارتفاع الى مستوى 2200 دولار للاونصة في المدى المتوسط يبدو ممكنا الا انه صعبا في المدى القصير.
كما ارتفع سعر مزيج برنت القياسي نهاية الاسبوع واغلق عند مستوى 43.28 دولار للبرميل متاثر بتراجع اسعار صرف الدولار الامريكي وباخبار متفائله باكتشاف لقاح ضد كورونا مما يدفع بالتفائل بزيادة الطلب المستقبلي على النفط. الا ان اسباب معاودة الانخفاض كثيرو فالقلق بخصوص الاثر الاقتصادي لانتشار الوباء واحتمال التراجع عن فتح الاقتصاد وزيادة مخزون الاحتياطي العالمي من النفط والتوتر الصيني الانريكي  قد تؤدي الى تراجع الاسعار الا ان توازن المخاطر عند هذا المستوى من الاسعارقد يعني استقرارها في نطاق 40-45 دولار للبرميل حالياً.