تراجع الدولار الامريكي هذا الاسبوع واغلق امام اليورو عند مستوى 1.0936 دولار و 1.2452 دولار للجنية الاسترليني بينما اغلق على سعر0.9660 فرنك سويسري و 108.45 ينا ياباني لكل دولار ، جاء هذا التراجع نتيجة اغلاق مراكز عملات قبيل الدخول في عطلة الاعياد الدينية وعلى اثر اجتياح فيروس كورونا امريكا وتصدرها لعدد المصابين وعدد الوفيات بينما بدا منحنى الاصابات والوفيات في اوروبا بالاستقرار او التراجع قليلا . ومع ذلك فان نهاية هذه المأساة ليست قريبة فمعظم دول العالم تعمل على توسيع اجراءات الحجر الصحي مما دفع واضعي السياسة النقدية والمالية للعودة للإنقاذ فوزراء المالية الاوربيون اتفقوا على رزمة انعاش اقتصادي بمبلغ 540 مليار يورو مقابل اصدار سندات كورونا ، كما قام الفدرالي بإغراق الاسواق بضخ 2.3 ترليون دولار كقروض لدعم الاسر والاعمال كجزء من رزمة الانعاش التي اقرها الكونجرس للمدن والبلديات لمواجهة انتشار الفيروس وسط انتقادات كبيرة للإفراط في عملية طباعة النقود هذه مما ادى الى تراجع الدولار الامريكي بعد اعلان الفدرالي عن هذه الخطوة .المؤشرات الاقتصادية بدأت تغطي فترة الحجر الصحي وطلبات اعانات البطالة الامريكية الاسبوعية تجاوزت 6.6 مليون الاسبوع الماضي ، كما تراجع مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين لشهر نيسان الى 71 نقطة بعد ان سجل 89.1 في اذار. كما تراجع مؤشر اسعار المستهلك لشهر اذار الى 1.5% بعد ان سجل 2.3% لشهر شباط. المحللون يتوقعون ان تراجع زخم الانتشار وتراجع عدد الوفيات قد يساعد في استقرار مستوى الاسعار وتراجع وتيرة ارتفاع الدولار الامريكي كعملة ملاذ وتراجعه نتيجة اغراق الاسواق بالسيولة.
يبدا الاسبوع بعطلة الاعياد الدينية يومي الاثنين والثلاثاء وتبدأ المؤشرات الاقتصادية بالظهور يوم الأربعاء، بمؤشر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر اذار والتي اعدت منتصف الشهر الماضي، حيث من المتوقع ان تتراجع المبيعات بنسبة 3.4%، فيما يرى المحللون ان هذا التوقع متفائل في ظل التطورات التي شهدها الاقتصاد الامريكي. اما يوم الخميس فستتابع الاسواق طلبات اعانة البطالة الاسبوعية للأسبوع المنتهي بتاريخ 3/4/2020 حيث يعكس حالة الحجر الصحي وتعطل العمال الذي حدث. اما في المانيا والاتحاد الاوربي فسيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك يومي الخميس والجمعة. تتابع الاسواق اعلان الصين عن الناتج المحلي الاجمالي للربع الاول يوم الجمعة حيث من المتوقع ان يسجل تراجعا بنسبة 10% على اساس ربع سنوي على اقل تقدير. المتابعون والمحللون في الاسواق ما زالوا يعطون الاولوية لمتابعة منحنى انتشار وعدد وفيات كورونا في ظل غياب مؤشرات اقتصادية تساعد في تقدير عمق ومدى تاثير هذه الجائحة في الاقتصاد العالمي. ومع ان هناك تفاءل بتراجع حدة الانتشار والسيطرة على هذا الفيروس يرى البعض ان هذا التفائل مجرد امنيات حاليا.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
تراجع مؤشر الدولار الامريكي دون مستوى ال 100 نقطة ليغلق الاسبوع دونها حيث اغلق مؤشر ( DXY) عند مستوى 99.48 . وبالنظر الى الخارطة البيانية اليومية نجد ان هذا الاغلاق جاء دون معدلات الاسعار الرئيسية (50،100) الا ان التداول ما زال فوق المعدل الرئيسي (200) وهذا يعني استمرار وتيرة الارتفاع واستمرار التوقعات بمعاودة الارتفاع قريبا رغم الاثار السلبية للإفراط في طباعة النقود وتقديم رزم التحفيز.
المحللون الفنيون يرجحون استمرار وتيرة الارتفاع هذه وان بزخم اقل من السابق. مع ان تراجعا تصحيحيا لاختبار مستوى الدعم عند 99.00 يبقى محتملا قبل معاودة هذا الارتفاع الحذر لاختبار حاجز ال 100 وتجاوزها لاختبار المقاومة عند مستوى 100.50 و 101.20 . لذا يرجح المحللون استمرار التداول لهذا الاسبوع في نطاق 99-101 مع توقعات بتراجع مستوى التذبذب بسبب العطل الدينية.
مستويات الدعم 99.20 - 98.50-97.80 المقاومة: 100.50 – 101.25- 101.80
اليورو الاوروبي :
ارتفع سعر صرف اليورو قبل الاغلاق يوم الجمعة ليغلق عند مستوى 1.0934 بعد ان اختبر المقاومة الفنية عند مستوى 1.0950 وتراجع منها. .ومع ان هذا التحسن جاء نتيجة اغلاق مراكز قبيل الدخول في عطلة الاعياد الا ان المؤشرات الفنية تعطي اشارات ايجابية على المدى القصير وتوحي باحتمالات الارتفاع لاختبار منطقة المقاومة الفنية عند مستوى 1.1030 واحتمال معاودة اختبار 1.1100 اذا ما استمر تراجع الدولار الامريكي كعملة ملاذ نتيجة تراجع حدة انتشار فيروس كورونا. ونتيجة زيادة عرض النقود. الا ان اليورو ضعيفا وسيعاود الانخفاض ثانية بعد ذلك .المحللون الفنيون يرون بأن المؤشرات الفنية مستقرة ولا تشير الى اي اتجاه حاليا في المدى القصير الا انها ضعيفة في المدى المتوسط اجمالا وتوحي بان سعر صرف اليورو سيتراجع لاختبار 1.0830 و 1.0770 لاحقا.
نقاط الدعم : 1.0880-1.0830 -1.0770 المقاومة : 1.0980 -1.1030 – 1.1090
الشيكل الاسرائيلي:
تراجع الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي واغلق الاسبوع عند مستوى 3.5850 رغم قيام بنك اسرائيل بتخفيض الفائدة ب 0.15% والاعلان عن رزمة تحفيز جديدة لشراء سندات المؤسسات بالإضافة الى سندات الحكومة وتخفيض متطلبات ومخصصات اقراض البنوك للشركات الفردية والصغيرة. ورغم تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا وزيادة عدد الوفيات والاغلاق المفروض على المدن والحجر الصحي خلال فترة الاعياد التي بدأت نهاية الاسبوع الماضي. ومع ان الدولار الامريكي تراجع كعملة ملاذ اثر ظهور بوادر باستقرار عدد الاصابات والوفيات عبر العالم وظهور امال باحتمال تراجع حدة الانتشار وعدد المتوفين عبر العالم الا ان المحللون يرجحون معاودة الدولار للارتفاع مقابل الشيكل والاستقرار حول 3.60 في ظل مخاوف من تراجع كبير في الاداء الاقتصادي وتراجع النمو بنسبة تزيد عن 15% واكبر من المتوقع سابقا وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير قد يتجاوز ال 25% اذا ما اضطرت الحكومة الى التشدد في اجراءاتها خاصة وان عدد العاطلين عن العمل المسجلين منذ بداية الازمة تجاوز المليون. تراجع رصيد الاحتياطي بالعملات الاجنبية ب 5 مليار دولار هذا الشهر وارتفاع العجز في ميزانية الحكومة بنسبة 4% هذا العام ترجح مثل هذا الارتفاع المتوقع للدولار رغم ان المؤشرات الفنية توحي بان السعر يواجه ضغوط للانخفاض لاختبار 3.5350 و 3.5150 . المحللون يتوقعون استقرار في اسواق صرف العملات وتراجعا في نسب التذبذب الكبيرة التي شهدتها سابقا، حيث من المتوقع ان يستمر التداول هذا الاسبوع في نطاق 3.5350-3.6350.
الدعم : 3.5650 - 3.5350 - 3.5150 المقاومة : 3.6150 – 3.67450 – 3.6650
الذهب والنفط :
اغلق سعر اونصة الذهب هذا الاسبوع عند مستوى 1682.5 دولار للأونصة بعد ان عاود الذهب ارتفاعه كملاذ امن بعد ازدياد حدة انتشار كورونا وازدياد اعدد الموتى بشكل مضطرد في امريكا وبعد قيام بنك الاحتياطي الفدرالي بضخ مبالغ طائلة من السيولة في الاسواق .الخبراء يرون بان الذهب سيكون المستفيد الاول من حملة طباعة النقد التي تقوم بها البنوك المركزية في الفترة المقبلة في ظل ازدياد الطلب على الذهب كمعدن وفي ظل توافر سيولة كبيرة في الاسواق. المحللون يرجحون ارتفاع الذهب لاختبار حاجز 1705 دولار واستمرار وتيرة الارتفاع لاختبار 1750 دولار للأونصة في ظل الظروف الحالية. فيما تبقى احتمالات التراجع لاختبار مستويات الدعم في الاسواق عند 1660 واردة مع استمرار التفائل بالارتفاع واحتفاظ السعر بوتيرة الارتفاع حاليا.
كما تراجع سعر مزيج برنت القياسي خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 31.75 دولار للبرميل. رغم توصل 23 دولة منتجة للنفط من اوبك وخارجها وبدعم من الرئيس الامريكي الى اتفاق بتخفيض الانتاج ب 9.7 مليون برميل يوميا لشهري ايار وحزيران القادمان و ب5 مليون تخفيضات من مجموعة ال20. المحللون برروا تراجع الاسعار بان هذا التخفيض لم يكن كافيا لارتفاع الاسعار خاصة وان الاتفاق سيتم تنفيذه بداية شهر ايار اي بعد ثلاثة اسابيع مما سيتيح للمنتجين اغراق الاسواق بالنفط. كما ان تراجع الطلب وغموض اثار انتشار كورونا على الاقتصاد العالمي واحتمال حدوث ركود اقتصادي عميق ولفترة طويلة يحد من فرص ارتفاع اسعار النفط التي تراجعت منذ بداية العام الا ان المحللون يستبعدون انهيار الاسعار و يتوقعون استقرار الاسعار في هذه المستويات المنخفضة خاصة وان المنتجين الرئيسين كالسعودية وروسيا والمكسيك ابدو قبولا وارتياحا لهذا الاتفاق. قد يحول دون تراجع كبير للأسعار .