شهد الأسبوع الماضي تدهوراً كبيراً في الأسواق المالية نتيجة لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن مقترحات لفرض الرسوم الجمركية، مما أثار قلقاً عالمياً بشأن النمو الاقتصادي. كما ردت الصين بفرض رسوم إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية، مما زاد من تصعيد الحرب التجارية وأدى إلى خسارة أسواق الأسهم الأمريكية نحو 3.5 تريليون دولار في يومين فقط. هذه التوترات دفعت رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى الاعتراف بتأثير الرسوم على الاقتصاد، مشيرًا إلى ضرورة متابعة التضخم قبل اتخاذ أي قرارات بشأن السياسة النقدية. الأسبوع المقبل، من المتوقع أن تتركز الأنظار على تطورات الحرب التجارية وأية أخبار بالخصوص.
تسببت التوقعات بفرض رسوم جمركية متبادلة في اضطراب الأسواق، مما عزز من احتمالات قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، وهو ما ظهر من خلال تراجع عوائد السندات وسط المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب القيود التجارية. دفع هذا الترقب الشركات إلى زيادة وارداتها قبل سريان الرسوم الجديدة، ما أسهم في اتساع العجز التجاري الأمريكي في شباط ورفع الضغوط السعرية في بعض القطاعات. ورغم هذه التحديات، يواصل سوق العمل الأمريكي إظهار متانة نسبية، حيث أضاف الاقتصاد 228 ألف وظيفة جديدة في آذار، مما يعكس استمرار النشاط الاقتصادي الداخلي.
أما في الأسواق المالية العالمية، فقد تسببت خطة التعريفات المتبادلة التي أعلن عنها ترامب في اضطرابات شديدة، مما فاجأ المستثمرين نظراً لحجم التعريفات وعدد الدول المتأثرة. الرد السريع من الصين بفرض تعريفات مماثلة عزز من حدة التوترات، مما دفع ترامب إلى التأكيد على موقفه الرافض للتغيير. مع تصاعد النزاع، بدأ التركيز يتحول إلى كيفية رد الدول الأخرى، حيث عرضت العديد من الدول التفاوض مع ترامب لتخفيض التعريفات إلى صفر مقابل معاملة متساوية، وهو ما قد يشير إلى اتجاه نحو اتفاقيات تجارية ثنائية.
الاختبار الحقيقي للوضع التجاري سيكون في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. حذر العديد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي من أن تصاعد النزاع التجاري قد يتصاعد إلى حرب تجارية، وأن الاتحاد الأوروبي يملك "العديد من الأوراق الرابحة"، مشيرين إلى أن كل الخيارات مفتوحة، خاصة في ظل قوة السوق الأوروبي وقيادته في مجال التكنولوجيا. في حال فشلت المفاوضات، قد يكون التهديد بإجراءات مضادة.
في أسواق العملات، كان الفرنك السويسري هو الفائز الأكبر باعتباره ملاذاً آمناً يليه الين الياباني. من ناحية أخرى، بدأ اليورو في استبدال الدولار الأمريكي كخيار آمن للمستثمرين. تأثرت العملات المعتمدة على السلع بشدة نتيجة لتصعيد الصراع بين الولايات المتحدة والصين، في حين شهد الدولار الأمريكي نتائج مختلطة، حيث تمكن من تحقيق مكاسب ضد العملات المرتبطة بالسلع لكنه تراجع أمام العملات الآمنة. الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الاقتصاد العالمي، حيث ستلعب المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وردود فعل الصين دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كانت التوترات ستنخفض أو ستتصاعد بشكل أكبر.
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية، شهد سوق العملات تقلبات حادة حيث ضعف الشيكل بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي واليورو، حيث أغلق الشيكل مقابل الدولار عند 3.74، بينما سجل مقابل اليورو 4.13، وهو أدنى مستوى له أمام اليورو في خمسة أشهر. يُعزى هذا الضعف إلى تأثيرات تغيرات أسعار الصرف، حيث إن الشيكل لا يتداول مباشرة مقابل اليورو، وبالتالي عندما ينخفض الدولار أمام اليورو ينعكس هذا التأثير على قيمة الشيكل. وقد استفاد اليورو من الوضع العالمي المضطرب، حيث ارتفع إلى 1.11 دولار، وهو أدنى مستوى للدولار منذ أكتوبر الماضي.
الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع
الإثنين، 7 أبريل 2025
• اليورو الأوروبي: إنتاج الصناعة الألماني (شهري) (فبراير)
• اليورو الأوروبي: الميزان التجاري الألماني (فبراير)
• الدولار الأمريكي: الائتمان الاستهلاكي (فبراير)
الثلاثاء، 8 أبريل 2025
• الدولار الأمريكي: مزاد السندات لأجل 3 سنوات
• الدولار الأمريكي: خطاب عضو الفيدرالي دالي
• الدولار الأمريكي: مخزونات النفط الخام الأسبوعية
الأربعاء، 9 أبريل 2025
• اليورو الأوروبي: خطاب عضو بنك ألمانيا المركزي بالز
• الدولار الأمريكي: مخزونات النفط الخام
• الدولار الأمريكي: محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية
الخميس، 10 أبريل 2025
• اليوان الصيني: مؤشر أسعار المستهلك
• اليوان الصيني: مؤشر أسعار المنتجين
• الدولار الأمريكي: مطالبات البطالة المستمرة
• الدولار الأمريكي: مؤشر أسعار المستهلك
• الدولار الأمريكي: ميزانية البنك الفيدرالي
الجمعة، 11 أبريل 2025
• اليورو الأوروبي: مؤشر أسعار المستهلك
• اليورو الأوروبي: اجتماعات مجموعة اليورو
• اليوان الصيني: القروض الجديدة
• الدولار الأمريكي: مؤشر أسعار المنتجين
• الدولار الأمريكي: توقعات التضخم لسنة واحدة (أبريل)
• الدولار الأمريكي: ثقة المستهلك
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)
الدولار الأمريكي
يشير الرسم البياني إلى أن السعر يتداول في اتجاه هبوطي بعد أن كسر مستوى الدعم عند 102.90، مما يعزز استمرار التراجع. الهدف الفني التالي للحركة الهابطة عند مستوى 100.00، حيث تعتبر منطقة الدعم هذه قوية بناءً على تمديد فيبوناتشي 61.8%. بينما يعتبر مستوى 100.00 منطقة دعم نفسية هامة قد توقف عندها تراجع الدولار في فترات سابقة. إذا تم كسر هذه المستويات، فقد يستمر الانخفاض إلى مستويات أدنى. على الجانب الصاعد، فإن كسر منطقة المقاومة عند 102.90 سيدفع إلى المزيد من التصحيح الذي قد يصل إلى 103.50.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 101.20، مستوى دعم ثاني100.00 ، مستوى دعم ثالث .99.00
مستوى مقاومة أول 102.90، مستوى مقاومة ثاني 103.50، مستوى مقاومة ثالث 104.20.
اليورو الأوروبي
التحليل الفني يشير إلى احتمال حدوث مرحلة من التوطيد أو التحرك الجانبي لفترة قصيرة. على الجانب السلبي، يبقى الهبوط محصورًا فوق مستوى الدعم 1.0730، مما يفتح المجال لاستئناف الارتفاعات في حال تماسك السعر فوق هذا المستوى. إذا تم كسر قمة 1.1145 المؤقتة، فقد يستهدف الزوج مستوى المقاومة 1.1275، وهو مستوى رئيسي. في حال تجاوز هذا المستوى، قد يمتد السعر إلى الهدف 1.1325، الذي يمثل إسقاط 100% للحركة من 1.0350 إلى 1.0950 من 1.0730. بشكل عام، الزخم الصعودي لا يزال قائمًا بشرط الحفاظ على الدعم عند 1.0730.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.0850، مستوى دعم ثاني 1.0730، مستوى دعم ثالث 1.0660.
مستوى مقاومة أول 1.0980، مستوى مقاومة ثاني 1.1140، مستوى مقاومة ثالث 1.1270.
الشيكل الاسرائيلي
أغلق زوج الدولار/شيقل تداولاته على ارتفاع عند مستوى 3.74، بعد أن تمكن من اختراق خط الاتجاه الهابط ومستوى المتوسط المتحرك الأسبوعي الواقعين عند 3.70، ما يُعد إشارة فنية إيجابية تعزز من احتمالات استمرار الصعود. في حال تأكيد اختراق مستوى 38.2% فيبوناتشي (للموجة الممتدة من 3.55 إلى 4.08) والمتمثل عند 3.75، فإن الزوج مرشح لمواصلة الارتفاع نحو مستوى 3.80، الذي يمثل مستوى 50% فيبوناتشي لنفس الموجة. على المدى البعيد، أظهر الزوج ارتدادًا واضحًا من مستوى 50% فيبوناتشي للموجة الممتدة من 3.05 إلى 4.08 عند 3.55، ونجح في اختراق مستوى 38.2% فيبوناتشي عند 3.68، مما يعزز من الاتجاه الصاعد الحالي. فإن السعر يستهدف مستوى 3.83 كهدف قادم محتمل في حال استمر الزخم الشرائي.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.69، مستوى دعم ثاني 3.64، مستوى دعم ثالث 3.59.
مستوى مقاومة أول 3.72 مقاومة ثاني 3.75، مستوى مقاومة ثالث 3.78.
الذهب
التحليل الفني للذهب يشير إلى أن الدعم عند 3015 لا يزال قويًا بعد الهبوط الأخير. إذا استمر هذا الدعم في الثبات، فقد نرى تعافيًا للأسعار نحو الأعلى عند 3050. في حال تمكن الذهب من اختراق مستوى المقاومة عند 3167، من المحتمل أن يشهد المزيد من الارتفاعات نحو مستويات جديدة. أما إذا تم كسر دعم 3000، فقد يتجه الذهب نحو 2910 أو أقل. بشكل عام، لا يزال الزخم الصعودي قائمًا على المدى القصير، ولكن من المتوقع أن تستمر التقلبات الكبيرة في الأسعار في الفترة المقبلة.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3015، مستوى دعم ثاني 2956، مستوى دعم ثالث 2910.
مستوى مقاومة أول 3050، مستوى مقاومة ثاني 3110، مستوى مقاومة ثالث 3167.
الفضة
أغلقت الفضة منخفضة عند 29.60. الرسم البياني يشير إلى أن الهبوط يدل على أن الارتفاع من مستوى 28.75 قد اكتمل عند 34.55، بعد أن اصطدمت الفضة بمستوى مقاومة رئيسي عند 34.85. الهبوط الحالي يعتبر الموجة التصحيحية الثالثة من 34.85، مما يشير إلى احتمال حدوث مزيد من الانخفاضات واختبار منطقة الدعم عند 28.75 مع إمكانية التراجع إلى مستويات أدنى واختبار مستوى 26.50. ارتفاع السعر فوق 30.80 يدفع السعر إلى اختبار منطقة المقاومة عند 32.20.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول28.75، مستوى دعم ثاني 27.30، مستوى دعم ثالث 26.50.
مستوى مقاومة أول 30.80، مستوى مقاومة ثاني 31.70، مستوى مقاومة ثالث 32.20.
النفط
على الرسم البياني، تظهر أن مستويات الدعم الطويلة الأجل عند 61.80، وهي مستويات أدنى من ديسمبر وأغسطس 2021، تواجه ضغطًا في حالة كسر هذه المستويات بشكل قوي. فمن المتوقع أن نرى المزيد من التراجع مع هدف فوري عند 60.00، وهو مستوى نفسي مهم. في حال كسر هذا المستوى، قد تفتح الطريق لاختبار مستوى 53.80، وهو مستوى 61.8% فيبوناتشي ويتوافق مع الاتجاه الصاعد.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 60.50، مستوى دعم ثاني 58، مستوى دعم ثالث 53.80.
مستوى مقاومة أول 64.50، مقاومة ثاني 65.80، مستوى مقاومة ثالث 66.40.
اخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءًا من هذا التقرير بمثابة عقد أو الالتزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك اي منفعة اقتصادية و/او المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني اي مسؤولية قانونية ناتجه عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن اي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.