استطاع مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي تسجيل ارتفاعات قوية والوصول إلى أعلى مستوياته منذ نهاية عام 2020، وتزامن ذلك مع تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي على مدار الأسبوع وتأكيد عدد منهم على البدء قريبا في تقليص حجم مشتريات الأصول. بجانب ذلك، أدلى محافظ الفيدرالي الأمريكي بشهادته أمام الكونجرس، وكان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والأسواق العالمية.
وكان مؤشر الدولار الأمريكي قد حقق صعودا بنحو 0.80% مقارنة بالأسبوع الماضي، واستطاع المؤشر الوصول إلى مستويات 94.50 للمرة الأولى منذ تشرين ثاني 2020.
وخلال الأسبوع الماضي، صدر عدد من المؤشرات الأمريكية التي دفعت الدولار إلى الارتفاع، كان أبرزها بيانات النمو وبيانات القطاع التصنيعي. وقد كشفت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة عن ارتفاع مؤشر الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.7% خلال الربع الثاني من العام الجاري، متفوقة على توقعات الأسواق بتسجيل 6.6%.
كذلك، جاءت بيانات مؤشر ISM التصنيعي أفضل من توقعات الأسواق، حيث صعد المؤشر نحو النقطة 61.1 خلال شهر ايلول الماضي، متجاوزا توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بحوالي 59.6. وتعد تلك البيانات أفضل من القراءة الأخيرة للمؤشر.
ورغم إيجابية تلك البيانات، فإن تصريحات الفيدرالي الأمريكي كانت هي المحرك الأهم للدولار الأمريكي، فقد أشار عضو الفيدرالي الأمريكي، جيمس بولارد، إلى إمكانية الاتجاه إلى رفع الفائدة مرتين خلال العام المقبل، وأشارت لايل برينارد إلى توقعات بتحسن بيانات سوق العمل خلال سبتمبر الماضي بصورة قوية على الرغم من ضعف البيانات الاقتصادية الحالية.
و تشابهت تصريحات نائب محافظ الفيدرالي الأمريكي، جون ويليامز، مع تصريحات برينارد، حول ضعف البيانات الحالية وأن شروط رفع الفائدة ما زالت بعيدة، لكنه لمح إلى ضرورة خفض وتيرة مشتريات السندات قريبا.
أما الحدث الأهم، فكان شهادة محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، ووزيرة الخزانة، جانيت يلين، أمام الكونجرس الأمريكي. وقد أكد محافظ الفيدرالي الأمريكي على تسارع وتيرة تحسن الاقتصاد، وأن الناتج المحلي الإجمالي يواصل الارتفاع، كما يشهد إنفاق الأسر صعودا مستمرا. وصرح بأول في شهادته إلى إمكانية الانتهاء من برنامج مشتريات الأصول خلال منتصف العام المقبل.
يترقب الدولار الأمريكي المزيد من الأحداث والبيانات المهمة، أبرزها استمرار مناقشات نواب الكونجرس الأمريكي حول مشروع قانون البنية التحتية والإصلاح الاجتماعي. ومن المقرر أن تصدر بيانات سوق العمل الأمريكي في نهاية الأسبوع، والتي من شأنها التأثير بقوة على تحركات العملة.
تراجع اليورو يوم الجمعة إلى 1.1572 دولار وتراجع 1.3٪ هذا الأسبوع ، متراجعا من خلال الدعم الرئيسي حول 1.16 دولار، ليلامس أدنى مستوياته منذ تموز 2020. وانخفض الين واغلق عند 111.06 حيث أدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة إلى سحب التدفقات من الين الياباني إلى الدولار. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط توقعات السوق المتزايدة برفع أسعار الفائدة في عام 2022.
وقال كيت جوكس ، المحلل الاستراتيجي في سوسيتيه جنرال، "طالما ظلت الأسواق واثقة من أن الولايات المتحدة ستبدأ في تشديد السياسة النقدية في إطار زمني معقول ، يجب أن يظل الدولار مدعوما جيدا وأن يرتفع في النهاية بنسبة 5-10٪ عن المستويات الحالية".
وقال: "إن احتمال إبقاء البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة دون الصفر، في حين أن رفع الاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يبقي اليورو/ دولار في نطاق 1.12-1.16 دولار".
وحقق الجنيه الإسترليني أيضا أضعف أداء له في الربع الأخير، حيث انخفض بنسبة 2.5٪، متأثرا بالمخاوف بشأن البنك المركزي المتشدد، على الرغم من مشاكل سلسلة التوريد المتزايدة. ووصل الجنيه الاسترليني فوق أدنى مستوى في 9 أشهر عند 1.3445 دولار قبل ان يغلق عند 1.3543.
الارقام الاقتصادية للأسبوع القادم، تنتظر الأسواق يوم الاثنين الإعلان عن مؤشر اسعار المستهلكين التركي، وطلبات المصانع الامريكية. أما الثلاثاء فموعدنا مع الإعلان عن مؤشر مديري المشتريات الالماني والاوروبي والبريطاني والامريكي. ونترقب يوم الأربعاء الإعلان عن مبيعات التجزئة الاوروبية، والتغير في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الامريكي، ومخزون النفط الامريكي الخام. أما الخميس فموعدنا مع محضر المركزي الاوروبي لاجتماعه الاخير، ومعدل الشكاوى من البطالة الامريكي، وننهي الأسبوع يوم الجمعة مع الإعلان عن تقرير التوظيف بالقطاع الخاص الامريكي، ومعدل البطالة ومتوسط الاجور الامريكية.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
يختبر سعر مؤشر الدعم الإضافي المستقر عند 94.07، بشكل عام فإن استقرار التداولات ضمن محاور القناة الصاعدة وباستمرار تقديم مؤشر ستوكاستيك للعزم الإيجابي, فإن ذلك يدعوا المحللين لترجيح المزيد من الارتفاع، بتوقع تجاوزه لمستوى 94.50 والوصول مباشرة نحو 94.80 ليشكل عائقا قويا امام التداولات الصاعدة.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 93.70، مستوى دعم ثاني 93.33، مستوى دعم ثالث ، 93.04.
مستوى مقاومة أول 94.50، مستوى مقاومة ثاني 94.80، مستوى مقاومة ثالث 96.52.
اليورو الاوروبي
نجحت العملة الأوروبية الموحدة في كسر الهدف عند سعر 1.1600 ليسجل اليورو أدنى مستوى له أمام الدولار الأمريكي 1.1562. من زاوية التحليل الفني ومع تدقيق النظر على الرسم البياني بفاصل زمني 4 ساعات، نلاحظ انتظام العمل داخل القناة السعرية الهابطة، علاوة على استمرار الضغط السلبي للمتوسط المتحرك 50 يوما على الأسعار من الأعلى. من هنا، ومع ثبات التداول دون مستوى دعم الحاجز النفسي المكسور سابقاً والمحول الآن إلى مستوى مقاومة 1.1600، يظل السيناريو الهابط أمراً قائماً مستهدفين 1.1500/1.1510 كمحطة رسمية تالية، قد تمتد أهدافها السلبية لاحقاً لزيارة 1.1475. تفعيل السيناريو المقترح أعلاه يتطلب ثبات التداول اللحظي دون 1.1600 وبشكل عام دون 1.1650، لأن التخطي صعوداً والارتقاء فوق 1.1650 يؤجل فرص الارتفاع ونشهد مسارا لحظيا صاعدا هدفه إعادة اختبار 1.1720 قبل بداية التراجع من جديد.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 1.1560، مستوى دعم ثاني 1.1510، مستوى دعم ثالث 1.1475.
مستوى مقاومة أول 1.1600، مستوى مقاومة ثاني 1.1650، مستوى مقاومة ثالث 1.1720.
الشيكل الإسرائيلي
ارتفع سعر الدولار مقابل الشيكل متجاوزا المقاومة عند تصحيح فيبوناتشي 61.80% عند 3.2330، الا انه لم يستطع الصمود فوقها، بل وأغلق دون تصحيح فيبوناتشي عند 38.20% ، التحليل الفني يبقي النظرة السلبية قائمة طالما بقي السعر دون 3.2550، لاختبار المستوى عند 3.1960، تجاوز حاجز 3.2330 يفتح المجال لاختبار المقاومة عند 3.2550.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 3.2100، مستوى دعم ثاني 3.1960،مستوى دعم ثالث 3.1710.
مستوى مقاومة أول 3.2185، مستوى مقاومة ثاني 3.2255 ،مستوى مقاومة ثالث 3.2330
الذهب
لامست أسعار المعدن الأصفر الهدف عند سعر 1726 مسجلة أدنى مستوى لها حول 1722 ضمن اتجاه هابط قوي. على الجانب الفني، نلاحظ حدوث بعض من الميل الصاعد مستفيداً من الارتكاز على مستوى الدعم المتمثل في الهدف 1725. مع تدقيق النظر نلاحظ استمرار ملامح السلبية القادمة من مؤشر ستوكاستيك وبداية فقدانه العزم الصاعد بشكل تدريجي، بالاضافة إلى استقرار التداول دون مستوى مقاومة 1768 تصحيح فيبوناتشي 61.80% والأهم 1770. نحتفظ بتوقعاتنا السلبية مستهدفين إعادة اختبار 1735 ومن بعدها 1728، مع العلم بأن ثبات التداول دون 1770 شرط هام وأساسي لتفعيل استمرار التراجع واختراقها يجبر أسعار الذهب على الدخول في تصحيح بسيط هدفه المبدئي 1788.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 1728، مستوى دعم ثاني 1704، مستوى دعم ثالث 1686.
مستوى مقاومة أول 1770 ، مستوى مقاومة ثاني 1788 ، مستوى مقاومة ثالث 1812 .
الفضة
يحوم سعر الفضة حول مستوى 22.20، ويستمر مؤشر ستوكاستيك بتقديم الإشارات السلبية، بانتظار تحفيز السعر على استئناف الاتجاه الهابط المتوقع، والذي يستهدف مستويات 21.65 ثم 20.75 كمحطات رئيسية تالية، مع التذكير بأن استمرار الموجة الهابطة يتطلب الثبات دون مستوى 23.14.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 22.47 ، مستوى دعم ثاني 21.65، مستوى دعم ثالث 20.75.
مستوى مقاومة أول 22.60، مستوى مقاومة ثاني 22.90، مستوى مقاومة ثالث 23.14.
النفط
تداولات مختطلة سيطرت على أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أثناء تعاملات جلسة التداول السابقة، ليجد النفط مستوى مقاومة قوية حول 76.00 والتي استطاعات الحد من الاتجاه الصاعد. فنيا، يميل المحللون إلى السلبية بشكل مؤقت معتمدين على بداية تكوين تركيبة فنية هابطة علاوة على ملامح السلبية التي بدأت في الظهور على مؤشر ستوكاستيك. من هنا قد نشهد ميلا هابطا مؤقتا هدفه الأولي إعادة اختبار 73.30 المتمثلة في تصحيح فيبوناتشي 23.60%. للتذكير بأن ثبات التداول دون 76.00 شرط هام وضروي لتفعيل السيناريو الهابط المقترح واختراقها سيوقف فوراً محاولات التراجع ويقود النفط للمسار الرسمي الصاعد بهدف أولي 77.60.
مستويات الدعم والمقاومة :
مستوى دعم أول 73.25، مستوى دعم ثاني 71.70، مستوى دعم ثالث 70.35.
مستوى مقاومة أول 76.00، مستوى مقاومة ثاني 77.60، مستوى مقاومة ثالث 79.10.
اخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءًا من هذا التقرير بمثابة عقد أو الالتزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك اي منفعة اقتصادية و/او المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني اي مسؤولية قانونية ناتجه عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن اي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.