تحسنت اسعار صرف الدولار الامريكي امام العملات واغلق نهاية الاسبوع عند 1.2225 دولارا لليورو، و0.8853 فرنك سويسري ، و103.95 ينا، وعند 1.3560 امام الجنية الاسترليني. كان الدولار قد بداء بالتحسن بعد تأكد فوز الديمقراطيين بمقعدي مجلس الشيوخ في جورجيا واعتماد مجلس النواب فوز بايدن بالرئاسة واعتراف ترامب بهذا الفوز. مما دعم التفاؤل برزم انعاش اقتصادي ستسهم في دفع وتيرة التعافي، والنمو الاقتصادي، وزيادة اصدار السندات، مما سيحسن من مستوى العائد عليها. الأمر الذي دفع بمؤشرات الاسهم الامريكية الى الارتفاع تبعا وتسجيل ارقام قياسية جديدة. توازن مخاطر( COVID-19) بين تسارع الانتشار وتسارع عملية التطعيم، صرف نظر الاسواق عن تتبع هذا الموضوع. نائب محافظ الفدرالي الامريكي السيد ريتشارد كلاريدا، اكد انه ليس قلقا من انخفاض الدولار قليلا دون معدل السعر لآخر خمس سنوات، واكد على ان الفدرالي لن يخفض وتيرة شراء الاصول المالية هذا العام ليدعم التعافي. وصرح أيضا انه غير قلق من ارتفاع العائد على سندات العشر سنوات فوق 1% لان هذه العوائد منخفضة جدا حاليا. واكد ان الفدرالي لن يعيد النظر في هيكل استحقاق السندات مما دفع العائد الى الارتفاع تبعه ارتفاع للدولار الامريكي نتيجة الطلب على شراء السندات. المحللون من جهتهم يرجحون ارتفاعا محدودا للدولار على المدى القصير نتيجة تراجع مخاطر الاقتصاد الامريكي وتحسن وتسارع تعافيه، الا ان الدولار سيعاني لاحقا نتيجة ضغوط الانخفاض بسبب العجز في الميزانية وارتفاع الدين العام الامريكي وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة.
لم تهتم الاسواق بالمؤشرات الاقتصادية خاصة مع توالي الاخبار ذات الاثر الاعمق على الاقتصاد، كفوز الديمقراطيين بمقعدي جورجيا، وسيطرتهم على مجلس الشيوخ، والتوسع في عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا، وتوقعات تعافي الاقتصاد العالمي في الربع الثاني او الثالث من العام رغم التفاوت في سرعة تنفيذ عمليات التطعيم بين الدول. مؤشرات مدراء المشتريات في امريكا واوروبا اكدت ما هو معروف حيث تحسنت مؤشرات التصنيع والانتاج في مستويات التوسع والنمو، بينما بقيت مؤشرات الخدمات في مستويات الانكماش والتراجع نتيجة استمرار الاغلاق. مؤشرات التضخم في كل من اوروبا وامريكا تؤكد عدم وجود ضغوط تضخمية حاليا، ومحضر اجتماع الفدرالي الاخير لم يأت بجديد. الاقتصاد الامريكي خسر 123 الف وظيفة في قطاع الاعمال حسب مؤشر (ADP)، كما تراجعت بيانات البطالة والتشغيل في امريكا لشهر كانون الاول حيث خسر الاقتصاد الامريكي 140 الف وظيفة خارج القطاع الزراعي، بينما استقر مستوى البطالة عند 6.7% ونسبة مشاركة عند 61.5% مما حد من قدرة الدولار على مواصلة الارتفاع.
المؤشرات الاقتصادية محدودة هذا الأسبوع، تبدأإ الاربعاء بمؤشر الناتج الصناعي الاوروبي لشهر تشرين الثاني، ومؤشر اسعار المستهلك الامريكي لشهر كانون الاول حيث يقيس المؤشر المستوى العام للأسعار والتضخم، ومن المتوقع ارتفاعه بنسبة 0.1% خلال الشهر واستقرار ارتفاع مستوى التضخم عند 1.6% على اساس سنوي. الخميس تصريحات منتظرة لمحافظ الفدرالي السيد بأول، تلي طلبات اعانات البطالة الاسبوعية. اما الجمعة فسيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر كانون الاول حيث من المتوقع تراجعا بنسبة 0.2% ويختتم الاسبوع بمؤشر جامعة ميشيغان لقياس ثقة المستهلك الامريكي لشهر كانون الثاني الحالي، حيث من المتوقع ان يتراجع المؤشر عند 79.2 بعد ان سجل 80.7 الشهر الماضي.
التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
ارتفع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات (DXY) قليلا، واغلق عند مستوى 90.04 بعد ان اختبر قاعدة موجة الانخفاض عند مستوى 89.25 وارتد منها كما كان متوقعا. الاغلاق الاسبوعي إيجابي، فالمؤشرات الفنية على المدى القصير ايجابية وبدأت بإعطاء اشارات تصحيح وتراجع زخم موجة الانخفاض، مما يعني الانتقال الى مرحلة تذبذب بناء قاعدة لتحسن السعر لاحقا. المحللون يتوقعون التذبذب في نطاق واسع بين 89.25 و 91.8 قبل ان يتأكد اتجاه الموجة القادمة. المؤشرات على المدى المتوسط والبعيد ما زالت سلبية وتوحي بمزيد من الانخفاض لإعادة اختبار قاعدة الارتفاع عند 89.25 والانخفاض دونها لاختبار 88.90 و 88.20 وهذا مستبعد حاليا، لذا يبقى مرجحا التصحيح والارتفاع لاختبار المقاومة عند 90.20 و 90.50 في الطريق لاختبار 91.00.
مستويات الدعم 89.70 _ 89.50 _89.25 المقاومة: 90.25 – 90.50 – 91.00
اليورو الاوروبي :
اغلق اليورو اغلاقا اسبوعيا ايجابيا من الناحية الفنية عند مستوى 1.2225 دولار لليورو، بعد ان سجل مستوى ارتفاع جديد قريب من 1.2350 وتراجع منها، بعد تحسن في اداء الدولار الامريكي. المؤشرات الفنية على المدى القصير تتجه للحياد، واحتمالات التذبذب في نطاق بين 1.2070 و 1.2350 فيما تبقى المؤشرات الفنية في المدى المتوسط والطويل ايجابية وتوحي بتحسن زخم ووتيرة الارتفاع التدريجي البطيء للدفع نحو اختبار المقاومة عند 1.2270 و 1.2350 لاختبار 1.2415 حاليا، فيما يبقى مستوى 1.2550 هو المستوى المستهدف لموجة الارتفاع الحالية طالما استقر اليورو فوق مستوى 1.2070. الا ان المرجح حاليا هو الانخفاض دون هذا الدعم وتلاشي زخم وتيرة الارتفاع والتوجه لاختبار قاعدة موجة الارتفاع عند 1.1965 قبل معاودة الارتفاع من جديد.
نقاط الدعم : 1.2175 -1.2070 -1.1965 المقاومة : 1.2277 -1.2350 – 1.2415
الشيكل الاسرائيلي:
استمر هبوط سعر صرف الدولار الامريكي واغلق الاسبوع عند 3.1850 شيكل/دولار. المركزي الاسرائيلي ابقى على اسعار الفائدة عند 0.1% في اجتماعه بداية الأسبوع، الا انه ابدى تفاءل حذر بتحسن البيئة الاقتصادية وتوقع انكماش بنسبة 3.7% لعام 2020 ونمو بنسبة 6.3% لعام 2021. كما ابقى على سياسته النقدية التوسعية واستعداده لاستخدام ما يتوفر من ادوات بما في ذلك سعر الفائدة لدعم التعافي الاقتصادي الذي يواجه مخاطر نتيجة تعمق اثار كورونا، كالبطالة بسبب الاغلاق وزيادة عجز الميزانية وارتفاع الدين العام والارتباك السياسي الحالي. احتياطي العملات الاجنبية لدى المركزي ارتفع نهاية العام الى 173.3 مليار اي ما يعادل 43.3% من الناتج المحلي نتيجة تدخل المركزي لشراء الدولار، حيث اشترى 20 مليارا خلال العام ونتيجة ارتفاع تقييم الاصول الاجنبية لدى البنك. المؤشرات الفنية سلبية على المدى المتوسط والبعيد وتدعم مزيدا من قوة الشيكل. الا ان المؤشرات الفنية على المدى القصير بدأت بالتحسن مما يدعم تصحيحا من مستويات اشباع البيع الحالية لاختبار المقاومة عند 3.200 و 3.2250 في الطريق لاختبار المقاومة القوية عند 3.2650. مؤشرات الاسهم الامريكية ما زالت مستمرة في تسجيل مستويات قياسية جديدة مما يعني استمرار عمليات شراء الشيكل للتحوط، مما قد يؤخر التصحيح المنتظر للسعر. الا ان المؤشرات الفنية توحي بان موجة قوة الشيكل الحالية تكاد ان تفقد زخمها وتنتهي، لذا من المتوقع استمرار تذبذب السعر في نطاق بين 3.17 و 3.22 لبناء قاعدة لارتفاع الدولار رغم استمرار ضغوط الانخفاض الحالية التي قد تؤدي الى اختبار 3.1500، الا ان هذا يبقى احتمالا غير مرجح.
الدعم : 3.1750 - 3.1500 - 3.1250 المقاومة : 3.2050 – 3.2250 – 3.2450
الذهب والنفط :
تراجعت اسعار الذهب واغلق الاسبوع منخفضا عند 1848.5 دولارا للأونصة. وكان سعر الذهب قد ارتفع بداية الاسبوع واختبر المقاومة القوية عند مستوى 1960، الا انه تراجع منها اثر فوز الديمقراطيون بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ واعتماد الكونجرس لنتائج الانتخابات وفوز الرئيس بايدن فيها واعتراف ترامب بالهزيمة، مما ادى الى تراجع المخاطر. كما تراجع الذهب نتيجة ارتفاع العائد على السندات الامريكية بعد تصريحات لنائب رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي السيد ريتشارد كلاريدا. كما ساهم التفاؤل بإقرار رزمة انعاش اقتصادي جديده ستسهم في ارتفاع العائد على السندات ايضا في دفع الذهب نحو التراجع. المؤشرات الفنية في المدى القصير سلبية جدا بعد هذا التراجع الحاد في مؤشرات السعر والاغلاق دون معدلات الاسعار الرئيسية وتوحي باستمرار الضغوط على السعر لمزيدا من الانخفاض لاختبار الدعم عند مستويات 1830 و 1800 والدفع لإعادة اختبار الدعم القوي عند 1760 دولار للأونصة، فيما يبقى النطاق حول 1700 مغريا لبناء مراكز الشراء لمعاودة الارتفاع لاحقا حيث ما زال الذهب محتفظا بوتيرة ارتفاع في المدى المتوسط والطويل. المقاومة انخفضت حاليا الى مستويات دون حاجز ال 1900 عند 1860 و 1880 ويبدو من الصعب تجاوز اي منها حاليا، لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 1800-1875 خلال هذا الاسبوع. مع استمرار الضغوط لمزيد من الانخفاض.
وبعكس الذهب ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 56.18 دولار للبرميل كنتيجة لانخفاض الدولار وارتفاع الطلب على النفط بشكل افضل من المتوقع في الولايات المتحدة الامريكية (حيث تراجع المخزون النفطي ب 8 مليون برميل لهذا الاسبوع) كما زاد التفاؤل بإقرار رزم انعاش اقتصادي خاصة بعد فوز الديمقراطيون في انتخابات الاعادة في جورجيا. كما لوحظ زيادة في الطلب على النفط لمنطقة شمال اسيا نتيجة الشتاء البارد مما دفع بالسعر الى مستويات لم يشهدها منذ شباط الماضي. كما ساهم اعلان السعودية بتطوعها بخفض انتاجها بمليون برميل يوميا لشهري شباط واذار لدعم الاسعار في رفع الاسعار كذلك. المحللون يتوقعون احتفاظ النفط بهذا المستوى من الاسعار حاليا ومحاولة اختبار مستوى 58 دولار للبرميل وتجاوزها لاختبار مستويات ما قبل الجائحة، اذا ما استمر زخم وتيرة الطلب على النفط في التحسن.