استقرت اسعار صرف الدولار الامريكي امام العملات واغلق نهاية الاسبوع عند 1.2115 دولارا لليورو، و0.8892 فرنك سويسري و104.05 ينا، فيما تراجع الاسترليني واغلق عند 1.3225 دولار للجنيه. تذبذبت الاسعار في نطاق ضيق خلال اسبوع تضاربت فيه الاخبار واتزنت فيه المخاطر بين تراجع احتمال اقرار رزمة انعاش مالي امريكية رغم الحاجة الملحة اليها، بعد مؤشرات البطالة والتشغيل الضعيفة واعلان المركزي الاوروبي عن رزمة توسع نقدي لشراء السندات بقيمة 500 مليار يورو لصندوق طوارئ الجائحة الاوروبي ولغاية شهر اذار 2022. وبين سماح (FDA) باستخدام اللقاح في حالات الطوارئ، وبداية عملية التلقيح في بريطانيا وبعض الدول ضد كورونا وتسارع وتيرة انتشار الفيروس في امريكا حاليا، وعودة المانيا وفرنسا الى ابطاء عملية اعادة فتح الاقتصاد بسبب استمرار تزايد الانتشار. وبين رفض المحكمة العليا في تكساس لدعوى الجمهورين بخصوص الانتخابات واعلان محتمل للمجمع الانتخابي بفوز بايدن في الانتخابات غدا الاثنين، حيث من غير المتوقع حدوث خلل في تصويت المندوبين. كما كان لتضارب انباء بريكست اثر على اليورو والجنيه، لهذا تذبذبت الاسواق خلال الأسبوع، الا انها اغلقت عند مستويات قريبة من اغلاق الاسبوع الماضي.
المؤشرات الاقتصادية خلال الاسبوع الماضي جاءت متفائلة حيث بدا الاسبوع الماضي بإعلان الصين عن ارتفاع صادراتها بنسبة 21.1% لشهر تشرين الثاني مما دعم توقعات التعافي الاقتصادي، كما ارتفع الناتج الصناعي الالماني لشهر أكتوبر بنسبة 3.2%. مؤشر الناتج المحلي الاوروبي للربع الثالث استقر عند نمو بنسبة 12.5% على اساس ربعي، وانكماش بنسبة 4.3% على اساس سنوي في قراءته الثالثة. اما استطلاع (ZEW) الألماني، فتجاوز التوقعات وجاء عند 55 نقطة بعد ان كان متوقعا عند 46 نقطة. اما الخميس، فسجل مؤشر اسعار المستهلك الامريكي الذي يقيس مستوى التضخم في امريكا ارتفاعا بنسبة 1.6%على اساس سنوي. كما ابقى المركزي الاوروبي على اسعار فائدة اليورو عند(-0.50 %) واوفى بوعوده واقر رزمة توسع نقدي لشراء السندات لدعم الاقتصاد الاوروبي المترنح تحت وطأة C0VID-19 كما كان متوقعا. الخميس كذلك، وعلى غير المتوقع ارتفعت طلبات اعانات البطالة الامريكية للأسبوع المنتهي بتاريخ 4/12 بشكل مفاجئ الى 853 الف طلب. اما الجمعة، فظهر مؤشر التضخم الالماني متراجعا بنسبة 0.7% على اساس سنوي. اما مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك الامريكي في الاقتصاد لشهر كانون الاول فارتفع الى 81.4 نقطة رغم توقعات بقراءة عند 76.5 نقطة.
اما هذا الاسبوع فتبقى مخاطر تزايد انتشار كورونا واجراءات الاغلاق المصاحبة لها محور اهتمام الأسواق، مما يبقي الدولار متماسكا امام ضغوط الانخفاض، بانتظار قرار ادارة الغذاء والدواء الامريكية بخصوص لقاح شركة موديرنا الخميس القادم. يوم الاربعاء ستعلن (Markit) عن مؤشرات مدراء المشتريات الانتاجية والخدمات (PMIs) في اوروبا وامريكا، حيث من المتوقع تراجع في قراءة مؤشراتها عموما نتيجة التشدد في الاغلاق بسبب تسارع انتشار كورونا. كما سيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر نوفمبر، حيث من المتوقع ارتفاعا هامشيا بنسبة 0.1%. اما الحدث الاهم لهذا الشهر فهو اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي الاخير لهذا العام لمراجعة سياسة البنك النقدية وتوقعات الاداء الاقتصادي يوم الاربعاء القادم، حيث من المتوقع ان تبقي اللجنة على اسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية(0-0.25) وتبقي على توقعاتها بأداء اقتصادي جيد جدا. كما من المتوقع استمرار التوسع النقدي الحالي كما تعهد الفدرالي دوما، فيما من المتوقع استمرار دعوة الفدرالي للمشرعين المنتخبين لإقرار رزمة انعاش مالي ضرورية لدعم التعافي الاقتصادي، مما يبقى الدولار ضعيفا، الا ان اي تراجع عن هذه السياسة في ظل حالة الغموض التي تحيط بهذا الاجتماع قبل نهاية عام مضطرب، قد ترفع مستويات القلق في الاسواق وتؤدي الى تراجع في مؤشرات الاسهم وارتفاع الطلب على الدولار.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
ارتفع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات (DXY) قليلا واغلق عند مستوى 90.95 بعد ان امضى الاسبوع متذبذبا في نطاق ضيق بين 90.50 و 91.20. المؤشرات الفنية سلبية وترجح اعادة اختبار الدعم عند مستوى 90.50 والانزلاق دونها لاختبار 90.00 ، حيث من المتوقع استقرار السعر ومعاودة الارتفاع للتصحيح بسبب مؤشرات اشباع البيع التي تقترب من مستويات التصحيح. الطلب على الدولار يتراجع نتيجة تراجع مخاوف كورونا بسبب اكتشاف الامصال وبداية التطعيم عبر العالم، الا ان تردد المشرعين الأمريكيين في اقرار رزمة انعاش ضرورية وتغيير الفدرالي لنهجه التوسعي قد تدعم تراجعا تصحيحيا لمؤشرات الاسهم واعادة ارتفاع الطلب على الدولار كملاذ آمن، مما سيدفع لاختبار 91.20 و 91.75 لاحقا. الا ان هذا الاحتمال مستبعد اذ يرجح المحللون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار والضغط لاختبار مستويات الدعم في نطاق 89.25 قبل نهاية العام، فيما يبقى التداول في نطاق 90-91 هو المرجح هذا الاسبوع.
مستويات الدعم 90.50 _ 90.00 _89.25 المقاومة: 91.20 – 91.75 – 92.20
اليورو الاوروبي
اغلق اليورو اغلاقا اسبوعيا ايجابيا عند مستوى 1.2115 دولار لليورو، حيث يحتفظ اليورو بزخم وتيرة الارتفاع رغم تذبذب السعر بين الدعم عند 1.2070 والمقاومة عند 1.2177 خلال الاسبوع. المؤشرات الفنية الحالية ايجابية وتدعم مزيدا من ارتفاع اليورو لاختبار المقاومة عند 1.2177 وتجاوزها لاختبار 1.2200، فيما تبقى 1.2315 مستهدفة لهذا الاسبوع. اما في حالة التراجع فان منطقة الدعم في نطاق 1.2050/1.2070 كفيله باحتواء اية تراجع لليورو. المحللون الفنيون يرون ان تذبذبا في نطاق 1.1960-1.2260 يبقى هو المرجح حتى نهاية العام خاصة مع تراجع مستويات السيولة بسبب بداية العطل والاعياد ونهاية العام. الاسواق قد تتأثر بنتيجة اخر اجتماع للفدرالي لهذا العام ومع ان تغيرا كبيرا في السياسة النقدية للفدرالي غير متوقع، الا ان حساسية هذا الاجتماع وتوقيته تؤكدان اهميته للأسواق، لذا يبقى من المرجح تذبذب السعر واستمرار التداول في نطاق اوسع بين 1.20 و 1.22 هذا الاسبوع.
نقاط الدعم : 1.2075 -1.2015 -1.1965 المقاومة : 1.2177 -1.2215 – 1.2315
الشيكل الاسرائيلي
استقر سعر صرف الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي واغلق الاسبوع عند مستوى 3.2550 شيكل/دولار بعد ان تذبذب في نطاق 3.24-3.26 طوال الاسبوع . البنك المركزي الاسرائيلي مستمر في تدخله وشراء الدولار لتنظيم قوة الشيكل وتوفير السيولة في الأسواق، حيث ارتفع رصيد احتياطي العملات الاجنبية في المركزي الاسرائيلي نهاية نوفمبر الى 167 مليار دولار وبنسبة 41.9% من الناتج المحلي الاجمالي. المحللون يرون ان قوة الشيكل المفرطة ليست بسبب المضاربات وانما مبررة اقتصاديا، فالفائض في الحساب الجاري وتراجع العجز في الميزان التجاري بسبب ارتفاع الصادرات وتزايد الطلب من قبل الاستثمار الخارجي المباشر في اسرائيل وما تحققه الاستثمارات الخارجية في اسواق الاسهم من ارباح وتراجع الدولار الامريكي عالميا بسبب اكتشاف اللقاحات، اسباب كفيلة بالإبقاء على الشيكل قويا خاصة اذا ما احتفظت مؤشرات الاسهم العالمية بمكاسبها. المؤشرات الفنية على المدى القصير محايدة والبناء الفني يرجح تصحيحا فنيا محدودا للسعر ويرجح اعادة اختبار 3.2650 وتجاوزها لاختبار 3.2850 فيما تبقى 3.3050 سقفا مؤقتا. الدعم للسعر قائما وقويا في نطاق 3.2350-3.2400 شيكل لكل دولار وبغض النظر عن احتمالات انخفاض الدولار مقابل العملات الأخرى، يبدو ان الانخفاض امام الشيكل سيكون محدودا حيث من المتوقع استمرار الارتدادات التصحيحية تبعا، خاصة مع استمرار تدخل المركزي الاسرائيلي. المؤشرات الفنية في المدى المتوسط والطويل سلبية كما هي وتدعم استمرار الانخفاض التدريجي البطيء للدولار مستقبلا لاختبار الدعم في نطاق 3.18-3.20، الا ان ذلك يبدو مستبعدا خلال هذا الاسبوع.
الدعم : 3.2400 - 3.2300 - 3.2200 المقاومة : 3.2650 – 3.2850 – 3.3050
الذهب والنفط :
استقرت اسعار الذهب عند اغلاق الجمعة واغلقت عند 1839 دولارا للأونصة بعد ان ارتفع الذهب بداية الاسبوع لمستوى 1875 دولار، متأثرا بضعف الدولار ودعم المؤشرات الفنية الايجابية. الا ان الذهب ما لبث وعاود الانخفاض متأثرا بالموافقة على استخدام امصال شركة فايزر، وبتراجع احتمالات اقرار رزمة الانعاش الامريكية وتحسن الدولار. المؤشرات الفنية على المدى المتوسط والطويل ما زالت ايجابية وتدعم استمرار زخم وتيرة الارتفاع لمعاودة اختبار 1875 و 1900 في طريقه لاختبار 1970 خلال الربع الاول من العام القادم. اما المؤشرات في المدى القصير فمحايدة ولا تدعم اي من الاتجاهين لذا تبقى منطقة الدعم في نطاق 1800 و 1810 حائلا دون اختبار الدعم في نطاق 1750 و 1770 . ولذلك يرجح المحللون استمرار تداول الذهب هذا الاسبوع في ذات النطاق الحالي بين 1875 و1775 قبل معاودة الارتفاع التدريجي لاحقا.
كما ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي، واغلق عند مستوى 49.96 دولار للبرميل بعد ان اختبر مستوى 51 دولار الخميس بعد اعلان وكالة الغذاء والدواء الامريكي ( FDA) السماح باستخدام لقاح فايزر بشكل طارئ. وعزز هذا الارتفاع ضعف الدولار واعلان بريطانيا بداية التطعيم ضد كورونا مما دعم التفاؤل بالتعافي الاقتصادي وارتفاع الطلب على النفط خلال العام المقبل. الا ان احتمال استمرار الانتشار السريع لكورونا واحتمال قيام منظمة اوبك + بزيادة الانتاج قد تحد من هذا الارتفاع مما دفع وكالتي التقييم الائتماني فيتش وموديز الى توقع استقرار اسعار برنت حول نطاق 45 دولار خلال عام 2021. لذا تبقى اسعار النفط رهينة نجاح التطعيم وسرعة السيطرة على الجائحة واقرار امريكا لرزمة انعاش اقتصادي قد تساعد في ارتفاع الطلب على النفط وقرار اوبك + بخصوص زيادة الانتاج.