تراجعت اسعار صرف الدولار امام العملات الاخرى مقارنة بإغلاق الاسبوع الماضي حيث اغلق هذا الاسبوع عند 1.1717 دولار لليورو و 0.9204 فرنك سويسري و 105.32 ينا للدولار واغلق عند 1.2938 دولارا للجنية الاسترليني . الدولار لم يتأثر بمؤشرات البطالة الامريكية المتفاوتة التي تم الاعلان عنها حيث اضاف الاقتصاد الامريكي 749 وظيفة في قطاع الاعمال حسب مؤشر ( ADP) و 661 وظيفة خارج القطاع الزراعي خلال شهر ايلول حيث تراجع معدل البطالة الى 7.9% ونسبة المشاركة الى 61.4% كما استقر معدل الاجور على ارتفاع بنسبة 0.1% لشهر ايلول واستقر التراجع في النمو للربع الثاني من العام عند 31.4% .اليورو ايضا لم يتأثر بالبيانات الأوروبية حيث تراجع مؤشر اسعار المستهلك الالماني لشهر ايلول بنسبة 0.40% على اساس سنوي وارتفاع مؤشر مبيعات التجزئة الالماني لشهر اب بنسبة 3.7% على اساس سنوي كما لم يتأثر بتصريحات محافظ المركزي الاوربي التي قالت فيها ان اسعار صرف اليورو في الخارج توثر على مستويات التضخم في اوروبا . الاسواق تفاجأت الجمعة بإصابة الرئيس الامريكي بفيروس COVID-19 حيث تراجعت شهية المستثمرين لحمل المخاطر وتراجعت اسعار الاسهم وتزايد الطلب على عملات الملاذ كالذهب والين والفرنك السويسري فارتفعت جميعا فيما تراجع الدولار نسبيا تحت تلك الضغوط .المحللون يرجحون استعادة الدولار لقوته في المدى القصير خاصة وان التقارير تفيد بتحسن صحة الرئيس الامريكي وتجاوزه المرحلة الحرجة لذا يبقى الوضع الصحي للرئيس الامريكي هو المحدد الوحيد لتوجهات الاسواق بداية هذا الاسبوع خاصة وان الانتخابات الامريكية باتت قريبة والحملة الانتخابية ستتأثر بتطورات صحته مما يزيد من حالة الارباك والغموض في الاسواق. الكونجرس الامريكي لم يقدم ما هو مطلوب كذلك حيث ما زالت جهود اقرار رزمة انعاش اقتصادي لدعم البطالة تراوح مكانها بين الجمهوريين والديمقراطيين حيث يحاول كلا الحزبين تحقيق مكاسب سياسة خلال هذه المرحلة من الاستعداد للانتخابات مما يزيد الضغوط ويبقى الدولار ضعيفا.
ستتابع الاسواق مزيدا من المؤشرات الاقتصادية هذا الاسبوع ويبدا يوم الاثنين بمؤشر مبيعات التجزئة الاوروبي لشهر اب حيث من المتوقع نموا ب 0.6% يرافقه سلسلة من مؤشرات مدراء المشتريات لشهر ايلول في اوروبا وامريكا حيث من المتوقع ان تظهر هذه المؤشرات تراجعا طفيفا عن قراءتها السابقة مما يعني تراجعا في زخم التعافي فيما تؤكد هذه المؤشرات التي اعلنت مؤخرا بان الاقتصاديات ما زالت دون المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة. ففي امريكا من المتوقع ان يظهر مؤشر الخدمات الامريكي ( ISM PMI) تراجعا ل 56 نقطة كما سيتم الاعلان عن محضر اخر اجتماع للفدرالي الامريكي الذي اقر فيه تغير في سياسته النقدية مساء الاربعاء ولا يتوقع ان يأتي المحضر بجديد يليه يوم الخميس تقارير طلبات اعانات البطالة الامريكية الاسبوعية التي ما زالت تأتي دون المتوقع.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
تراجع اداء مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 93.82 بعد ان اختبر حاجز المقاومة القوي عند 94.75 وتراجع منها لاختبار 93.60 ثانية. المؤشرات الفنية مرتبكة وتدعم مزيدا من الانخفاض على المدى المتوسط والطويل الا ان المؤشرات الفنية على المستوى القصير ما زالت ايجابية وتدعم معاودة الارتفاع لاختبار مستويات مقاومة حقيقية في نطاق 95.5-96.00 قبل معاودة الانخفاض ثانية، لذا يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 93.00-95.00 مع استمرار وتيرة الانخفاض.
مستويات الدعم 93.50 – 93.10-92.75 المقاومة: 94.25 – 94.75 – 95.30
اليورو الاوروبي :
ارتفعت اسعار صرف اليورو هذ الاسبوع واغلق عند مستوى 1.1717 دولار لليورو بعد ان اختبر نطاق الدعم قريبا من 1.1614 وارتد منها ليصحح الانخفاض ويرتفع ليختبر المقاومة عند 1.1780 ويستقر دونها. المؤشرات الفنية على المدى القصير تدعم معاودة الانخفاض لاختبار الدعم عند 1.1670 والانخفاض دونها الا ان المستثمرون يرون في اي انخفاض لليورو فرصة للشراء خاصة مع تزايد الغموض بشان قوة الدولار مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية خاصة وان المؤشرات الفنية على المستوى المتوسط والطويل تدعم ذلك حيث من المتوقع تجاوز المقاومة والارتفاع لاختبار 1.1850 ثانية .المحللون الفنيون يرون بان هناك احتمالات متزايدة لاستمرار الضغوط لإعادة اختبار 1.1600 والهبوط دونها لاختبار قاعدة الارتفاع في نطاق 1.1460-1.1500 الا ان الانخفاض دون ذلك يبدو مستبعدا حاليا لذا يرجح هؤلاء استمرار تداول اليورو في نطاق 1.15-1.20 الى ما بعد الانتخابات الامريكية.
نقاط الدعم : 1.1670 -1.1615 -1.1530 المقاومة : 1.1770 -1.1820 – 1.1865.
الشيكل الاسرائيلي:
تراجع الدولار الامريكي بحدة امام الشيكل الاسرائيلي واغلق عند مستوى 3.4330 شيكل/دولار رغم الاعلان عن تمديد الاغلاق الاقتصادي حتى يوم 14/10/2020 وذلك اثر الانتشار الواسع لكورونا بين سكان اسرائيل. المحللون يرجحون بان قوة الشيكل هذه كانت بسبب الطلب على الشيكل لتغطية احتياجات نهاية الربع الثالث من العام وبسبب تراجع السيولة نتيجة الاعياد وتحسن مؤشرات الاسهم عموما، مع ان المؤشرات الاقتصادية سلبية فاحتمالات استمرار الاغلاق لفترة طويلة قائمة مع انباء عن تراجع كبير في سوق الاسكان بسبب تراجع الهجرة الى اسرائيل وارتفاع اسعار المساكن فيها. كما ان ازدياد زخم التظاهرات ضد الحكومة واتهامها في الفشل في ادارة ازمة كورونا في تزايد مما يؤثر على توجهات المستثمرين حاليا لذا يبقى من المتوقع ان يتراجع زخم قوة الشيكل مما سيساعد على استقرار السعر في نطاق 3.45-3.50 حاليا. المؤشرات الفنية ايجابية على المدى القصير وترجح ذلك الا انها سلبية على المدى المتوسط والطويل وتوحي باحتمال تراجع الدولار الامريكي لاختبار مستويات دون ال 3.4000 قبل نهاية العام خاصة مع تزايد الغموض بخصوص الانتخابات الامريكية . لذا تبقى تداعيات قرار الاغلاق وعمق اثر كورونا حاليا هما المحرك الوحيد للسعر ويدفعان لتراجع قوة الشيكل التي سيتراجع زخمها لو تجاوز السعر حاجز 3.5000 في الوقت الحالي الا ان الشيكل يحتفظ بقوته الكامنة وقدرته على استعادة زخمها في اي وقت.
الدعم : 3.41500 - 3.4000 - 3.3850 المقاومة : 3.4530 – 3.4750 – 3.4950
الذهب والنفط :
ارتفعت اسعار الذهب هذا الاسبوع واغلقت عند 1897.50 دولار للأونصة، بعد ان ارتفع الذهب واختبر حاجز 1915 اثر الاعلان عن اصابة الرئيس الامريكي بكورونا وما تبع ذلك من مخاوف وقلق من العودة لمزيد من التشدد والاغلاق وتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة في الاسواق حيث تراجعت مؤشرات الاسهم الامريكي وارتفع الذهب كملاذ امن واداة تحوط للمستثمرين. المؤشرات الفنية سلبية حاليا وتوحي بتراجع الذهب ثانية ( اذا ما تحسنت صحة الرئيس الامريكي ) وتزايد احتمالات العودة لاختبار مستويات الدعم في نطاق 1800-1850 .المحللون يرون في اي تراجع فرصة للشراء خاصة مع الغموض الذي يصاحب الحملات الانتخابية وارتباك الاسواق المالية الامريكية لذا يرجح المحللون استمرار الطلب العالمي على الذهب كملاذ في هذه المرحلة حيث يبقى محتملا الارتفاع لمستوى 2000 دولار للأونصة قبل نهاية العام .
كما تراجعت اسعار مزيج برنت القياسي بحدة واغلق عند مستوى 39.14 دولار للبرميل بعد تزايد القلق من تراجع الطلب على النفط بسبب ارتفاع مؤشر الاصابات بفيروس كورونا وتزايد احتمالات التشدد في الاغلاق الاقتصادي للحد من الاختلاط. كما ساهمت الانباء بإصابة الرئيس الامريكي بالفيروس في هذا التراجع في الاسعار خاصة مع تزايد احتمالات التشدد في الاغلاق. المحللون يرجحون مزيدا من التراجع في الاسعار في ظل هذه المخاوف الا ان تدخل اوبك + للحيلولة دون تدهور الاسعار يبقى احتمالا واردا لذا يبقى من المتوقع ان يستمر تداول النفط هذا الاسبوع في نطاق 36-41 .