استقرت اسعار صرف الدولار الاسبوع الماضي، حيث اغلق عند 1.1840 دولار لليورو،0.9115 فرنك سويسري، وانخفض امام الين لياباني عند 104.57 ينا للدولار. بينما ارتفع الجنية الإسترليني، ليغلق عند 1.2917 بعد انباء عن تفاءل رئيسة الاتحاد الاوروبي للوصول لاتفاق، واستعداد رئيس الوزراء البريطاني لمقايضة مواقفه المتشددة بشان اتفاقية خروج بريطانيا. الدولار استفاد من تصريحات محافظ الفدرالي الأمريكي، وتقديرات لجنة السوق المفتوحة بتراجع الاقتصاد الامريكي بنسبة 3.7% هذا العام بدل تراجع بنسبة 6.5% في اجتماعهم السابق، كما تتوقع اللجنة ان تتراجع البطالة الى نسبة 7.6% لهذا العام .وتعهدت اللجنة كذلك بالإبقاء على اسعار الفائدة الحالية نحو الصفر حتى عام 2023. وصرح باول بعدم رغبته زيادة حجم شراء السندات، والابقاء على التوسع النقدي بحجمه الحالي، واكد على الحاجة الى الدعم المالي مما نقل الكرة الى ملعب الكونجرس. كما اكد كذلك، ان هذا التوجه القوي للسياسة النقدية سيوفر الدعم للاقتصاد مما ساعد على تحسن اسعار صرف الدولار رغم تراجع مؤشرات الاسهم الامريكية. الفدرالي ليس المركزي الوحيد الذي ابقى على سياسته النقدية دون تغيير، فقد سبقه الاوروبي وتبعه الياباني والاسترالي والبريطاني الذي اعلن ان خفض الفائدة دون الصفر ممكنا. البنوك المركزية لم تقدم اي توسع نقدي جديد بانتظار ما سيحدث بخصوص COVID-19 ومدى تعمق اثاره وخوفا من انتكاسة جديدة قد تحدث. المؤشرات الاقتصادية الحالية ايجابية، الا انها تؤكد بان مستوى الاداء الاقتصادي ما زال دون المستويات التي كان عليها قبل الجائحة. الانتاج الصناعي الاوروبي لشهر تموز ارتفع بنسبة 4.1% على اساس شهري، الا انه تراجع بنسبة 7.7% على اساس سنوي. كما تراجع معدل التضخم للاتحاد بنسبة 0.4% على اساس شهري ليسجل ارتفاع بنسبة 0.4% على اساس سنوي . مبيعات التجزئة الامريكية لشهر اب ارتفعت بنسبة 0.6% حيث كان متوقعا ارتفاع بنسبة 1%. طلبات اعانات البطالة جاءت ايجابية ومؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين ارتفع الى 78.3 حيث كان متوقعا ان يرتفع ب 75 نقطة فقط. المحللون ما زالوا يتوقعون ارتفاعا محدودا للدولار الامريكي على المدى القصير، الا ان الضغوط نحو الانخفاض مستقبلا ما زالت مستمرة. كما يتوقع المحللون ان تبدأ اثار استطلاعات الراي بخصوص الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية بالتأثير على اسعار صرف الدولار ومؤشرات الأسهم، بعد المواجهة الاولى بين المرشحين نهاية هذا الشهر.
ستركز الاسواق هذا الاسبوع على ما سيقوله محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي في شهادته للكونجرس وعن مضمون اجتماع الفدرالي الاخير يومي الاربعاء والخميس القادمين. كما سيتم الاعلان عن مؤشرIFO الالماني يوم الثلاثاء، ومن المتوقع تحسن في اداء المؤشر عن القراءة السابقة. فيما ستنشر (MARKIT ) توقعات مدراء المشتريات الخاص بالإنتاج والخدمات في اوروبا وامريكا لشهر أيلول، حيث من المتوقع ان تكون هذه التوقعات قريبة من اداء المؤشرات لشهر آب الماضي. وسيتم الاعلان عن مؤشر طلبات السلع المعمرة في امريكا نهاية الاسبوع حيث من المتوقع ارتفاعا بنسبة 1.5% .
التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
استقر اداء مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 93.10 بعد ان تذبذب دون مستوى المقاومة عند 93.65 وعاد منها ليختبر الدعم عند 92.80 . المؤشرات الفنية ايجابية على المدى القصير، وتدعم اعادة اختبار مستويات المقاومة الا ان الفشل المتكرر في تجاوز المقاومة هذه واستمرار التداول دون 94.00 قد يشجع على بيع الدولار ودفعه لاختبار مستويات الدعم عند 91.70 . لذا يرجح المحللون استمرار استقرار السعر والتذبذب في ذات النطاق بين 92.70- و 94.00 خلال هذا الاسبوع مع استمرار الضغوط نحو الانخفاض.
مستويات الدعم 92.75 – 92.25-91.75 المقاومة: 93.35 – 93.65 – 94.00
اليورو الاوروبي :
استقرت اسعار صرف اليورو هذ الأسبوع، واغلق عند مستوى 1.1847 دولار بعد ان تذبذب بين الدعم الفني عند 1.1740 والمقاومة عند 1.1920. المؤشرات الفنية إيجابية، بعد فشل اليورو في الهبوط دون مستويات الدعم في نطاق 1.1700-1.1750 والانخفاض دونها، واستمرار الارتداد كلما اختبر اليورو هذه المستويات. المحللون يرجحون استمرار التداول في هذا النطاق الضيق، الا انهم يرجحون ارتفاع اليورو على المدى الطويل وبالتالي يبقى البناء الفني الايجابي هو المرجح حتى وان تراجع السعر واكتمل التصحيح الفني الذي انتظرته الاسواق طويلا لإعادة اختبار 1.1500 قبل معاودة الارتفاع.
نقاط الدعم : 1.1790 -1.1755 -1.1700 المقاومة : 1.1870 -1.1920 – 1.1965.
الشيكل الاسرائيلي:
تراجع الدولار الامريكي بحدة امام الشيكل الاسرائيلي واغلق عند مستوى 3.4180 شيكل/دولار، بعد ان كان قد ارتفع بسرعة وحدة واختبر مستوى 3.4730 شيكل لكل دولار بعد اعلان لجنة كورونا رفع توصية بالإغلاق الاقتصادي الشامل في اسرائيل لمدة 3 اسابيع. دائرة الاحصاء المركزي اعلنت عن استقرار مؤشر اسعار المستهلك خلال شهر آب، الا انه تراجع بنسبة 0.8% خلال العام. بينما ارتفعت اسعار المساكن بنسبة 2.9% لنفس العام. نائب محافظ المركزي الاسرائيلي صرح بان اتجاه الشيكل قد تغير وان هنالك تراجع في قوته كنتيجة لتفاقم ازمة كورونا، وصرح بان كل اسبوع من الاغلاق يكلف الدولة 5 مليار شيكل، الا انه متفائل بالعودة وفتح الاقتصاد ثانية بعد انتهاء الثلاثة اسابيع والعودة من الاعياد. المحللون يرجحون استمرار التداول في نطاق 3.40-3.45 خلال فترة الاغلاق، الا ان الاتجاه بعد ذلك يعتمد على عنصرين اساسين اولهما اتجاه مؤشرات الاسهم العالمية وخاصة مؤشر ناسداك، وعمق اثر كورونا وسرعة التعافي الاقتصادي بعد العودة وفتح الاقتصاد بعد الاعياد. المؤشرات الفنية ايجابية على المستوى القصير وتدعم استقرار الاسعار فوق مستوى 3.40 حاليا الا انها سلبية جدا على المستوى المتوسط والطويل، فأزمة كورونا وما يرافقها من تراجع الثقة في اداء الحكومة اجلت تراجع الدولار في الوقت الحالي خاصة مع تحسن اسعار الدولار مقابل العملات الاخرى.
الدعم : 3.4000 - 3.3850 - 3.3700 المقاومة : 3.4350 – 3.4550 – 3.4730
الذهب والنفط :
ارتفعت اسعار الذهب هذا الاسبوع واغلقت عند 1950.50 دولار للأونصة بعد ان تذبذب في نطاق 1930-1973 خلال الاسبوع. الذهب لم يستفد من نتائج اجتماع الفدرالي الامريكي او أي من البنوك المركزية الأخرى، وبقي متذبذبا في نطاق ضيق تحت رحمة المضاربين الصغار وبانتظار اية رزم انعاش اقتصادي واستمرار تدفق اثر استطلاعات الراي بخصوص الانتخابات الامريكية. المؤشرات الفنية ايجابية وانكماش سعة نطاق الذبذبة للأسبوع الماضي، يرجح الاتجاه الصاعد للسعر حاليا، الا ان حاجز المقاومة حول نطاق 1973 يقف دون تمكن الذهب من اختبار المقاومة الاقوى في نطاق 2000-2015. اما في حالة التراجع فيبقى مستوى الدعم عند 1938 يليه الدعم الاقوى حول نطاق 1915، لذا يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 1915-2015 لهذا الاسبوع.
كما ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي للأسبوع الثاني، واغلق عند مستوى 42.98دولار للبرميل بعد ان اختبر النفط مستوى 39.30 واستقر فوقه بداية الاسبوع. الارتفاع جاء بعد اتفاق مجموعة اوبك + على استمرار التعويض عن فائض الإنتاج، مما يعني استمرار تخفيض الانتاج اليومي الحالي حتى نهاية العام. ومن المهم الاشارة الى تهديد وزير النفط السعودي اولئك المضاربين على اسعار النفط والمراهنين في الاسواق بانهم سيواجهون جحيما اذا ما استمروا في المضاربة على اسعار النفط. استقرار العرض والطلب حاليا بسبب غموض عمق اثار موجة كورونا الثانية، وتخوف المضاربين من ردة الفعل السعودية سيبقي الاسعار حول مستوياتها الحالية للفترة القصيرة المقبلة لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 39.30-44.30 خلال هذه الاسبوع.