استمرت اسعار صرف الدولار في التراجع امام العملات حيث اغلق عند 1.1842 دولار لليورو وعند 1.3086 دولار للإسترليني بعد تراجع الاسترليني من مستوى 1.3140 واغلق عند 90.93 فرانك سويسري. بينما ارتفع امام الين الياباني واغلق عند 106.60 ينا، حيث تراجع الين كعملة ملاذ بعد تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وارتفاع اسعار الاسهم الامريكية الى مستويات قياسية جديدة. الا ان الدولار تراجع بعد فشل الكونجرس في الاتفاق على اقرار رزمة انعاش مالي للعاطلين عن العمل، وبعد بيع الولايات المتحدة لأكبر اصدار سندات دين عام، حيث ادى ذلك الى تراجع اسعار السندات وارتفاع العائد عليها. البيانات الاقتصادية الامريكية جاءت مشجعة، حيث ارتفع مؤشر التضخم على اساس سنوي بنسبة 1.6% من 1.2%، وتراجعت طلبات اعانات البطالة الاسبوعية دون المليون للأسبوع المنتهي بتاريخ 7/8 لأول مرة منذ بداية الجائحة. كما اظهر مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك لشهر اب تحسنا عند 72.8 نقطة بعد ان كان عند 72.5 في شهر تموز، مما عوض عن تراجع مؤشر مبيعات التجزئة يوم الجمعة، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 1.2% رغم توقع ارتفاعها بنسبة 1.9%. كما ان المؤشرات الاوروبية جاءت مستقرة، حيث استقرت القراءة الثانية للناتج المحلي الاجمالي عند 12.1%، واستقر مؤشر اسعار المستهلك الالماني وبقي التضخم عند مستوى الصفر. فيما تحسن مؤشر ZEW ليظهر تحسنا في ثقة الالمان بأداء اقتصادهم وتحسن اسعار صرف اليورو امام الدولار. المحللون يرجحون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار رغم استمرار التداول في ذات النطاق خلال الاسبوعين الماضيين، ويرجحون مزيدا من الانخفاض في المستقبل القريب رغم مؤشرات التصحيح الحالية.
بدأ اهتمام الاسواق بأخبار انتشار جائحةCOVID 19 بالتراجع رغم توقعات بتعمق اثر الموجة الثانية في أوروبا، واستقرار عدد الاصابات في امريكا فوق ال 50 الف يوميا وذلك بسبب اعلان ست شركات عبر العالم انتقال اختباراتها للقاحات للمرحلة الثالثة وبعد اعلان روسي بتسجيل لقاح رغم عدم اكتمال الاختبارات عليه. يوم الاربعاء القادم سيتم الاعلان عن مستوى التضخم الاوروبي عبر مؤشر اسعار المستهلك الذي يتوقع ان يستقر عند زيادة سنوية ب 1.2% وبعدها سيتم الاعلان عن محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي الاخير حيث من المتوقع ان يكشف البنك عن طبيعة النقاشات التي دارت خلال الاجتماع. اما يوم الخميس، فسيتم الاعلان عن محضر اجتماع المركزي الاوروبي الاخير ومؤشرات طلبات اعانات البطالة الامريكية التي جاءت مشجعه. اما الجمعة فستعلن ( MARKIT PMI) عن مؤشرات مدراء المشتريات الانتاجية والخدمات في كل من اوروبا وامريكا، حيث من المتوقع ان تظهر هذا المؤشرات تحسنا في مستويات التعافي الاقتصادي واستمرار النمو الايجابي.
التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي
تراجع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY) واغلق عند مستوى 93.09 بعد ان تأرجح في نطاق 92.50 -94.00 طول الاسبوعين الماضيين. المؤشرات الفنية ما زالت سلبية حيث يستمر التداول دون معدلات الاسعار الأساسية، ومع ان مؤشرات اشباع البيع والتصحيح دعمت ارتفاعا تصحيحا للدولار، الا ان الدولار فشل في تجاوز المقاومة عند مستوى 94.00 واستمر في التأرجح لاختبار الدعم الفني القوي عند مستوى 92.50 مما يرجح من احتمالات الانخفاض دونها . المحللون يرون بان انخفاض الدولار دون مستوى الدعم هذا قد يؤدي الى تراجع متسارع لأسعار صرف الدولار دون مستوى 90 مع ان هناك الكثير مما قد يحول دون حدوث ذلك. لذا يبقى اداء الدولار مرهونا بقدرته على الاستقرار فوق هذا المستوى وبناء زخم لمعاودة الارتفاع وتجاوز المقاومة الحالية، لذا يبقى مرجحا استمرار التداول في نفس النطاق بين 92.5 و 94.00 مع استمرار الضغوط نحو الانخفاض.
مستويات الدعم 93.00 – 92.50-91.80 المقاومة: 94.00 – 94.50 – 95.20
اليورو الاوروبي :
سجل سعر صرف اليورو هذ الاسبوع ارتفاعا واغلق عند مستوى 1.1842 دولار، بعد ان تذبذب السعر في نطاق 1.17-1.19 خلال الاسبوعين الماضيين. المؤشرات الفنية كانت تعطي اشارات سلبية بعد فشل السوق في تجاوز المقاومة عند مستوى 1.1915 للمرة الثانية ومع ارتفاع مؤشرات اشباع الشراء، ورجحت تراجعا تصحيحيا لاختبار مستويات الدعم الفني عند 1.1640 وما دونها 1.15، الا ان ذلك لم يحدث واستمر التداول في ذات النطاق. المحللون الفنيون يرون في هذا الحالة امرا ايجابيا لليورو، ويرجحون ان التداول في هذا النطاق قد يكون بديلا عن التصحيح، حيث من المتوقع ان يعاود اليورو الارتفاع ان نجح في تجاوز المقاومة في نطاق 1.1880/1.1920 واغلق ليوم واحد فوقها. حيث يتوقع المحللون معاودة اليورو للارتفاع في موجة ارتفاع قد تكون حادة يتجاوز اليورو معها حاجز 1.20، وقد يختبر مستويات مقاومة في نطاق 1.12130 في طريقه الى 1.2650. اما في حال فشل السوق في تجاوز المقاومة فمن المرجح استمرار التداول التصحيحي ومعاودة اختبار مستويات الدعم المذكورة مع احتفاظ اليورو بوتيرة الارتفاع.
نقاط الدعم : 1.1780 -1.1695 -1.1630 المقاومة : 1.1885 -1.1920 – 1.1985
الشيكل الاسرائيلي:
استقر سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي، واغلق عند مستوى 3.4020 شيكل لكل دولار بعد تذبذب محدود جدا في نطاق 3.40-3.42 المنخفض طوال الاسبوعين الماضيين. سعر صرف الدولار مقابل الشيكل لم يتأثر بتقرير المركزي الاسرائيلي الذي صرح فيه البنك بان الاداء الاقتصادي اسوا مما كان يتوقع، وان اختبارات مدى التحمل للبنوك جاءت اسوء مما توقع واشار بانه قد يكون هناك ازمة ائتمان وتراجع لأسعار الأصول، وتفاقم للبطالة والتراجع الاقتصادي. ولم يتأثر الشيكل بتعمق اثار كورونا على الاقتصاد وتفاقم اثارها، ولم يتأثر كذلك بمؤشر اسعار المستهلك الاسرائيلي لشهر تموز الذي ارتفع بنسبة 0.2% بعد ان كان متوقعا ان يرتفع بنسبة 0.1% وانخفض بنسبة 0.6% منذ بداية العام 2020. كما لم يتأثر بالتفاؤل المزعوم بالاتفاق الإمارتي الإسرائيلي، وما سياتي به من توسع في الاعمال مع دول الخليج. المؤشرات الفنية للسعر غاية في الاستقرار ومحايدة للغاية حاليا، الا انها ترجح معاودة السعر للانخفاض دون مستوى 3.400، واختبار مستويات الدعم في نطاق 3.3750 متأثرة بضعف الدولار عموما قبل اي تصحيح كبير، حيث من المتوقع استمرار التداول في نطاق 3.3750-3.4250 لحين تأكد عدم تراجع مؤشر اسعار صرف الدولار مقابل العملات الاخرى. وبرغم كل ذلك ما زال المحللون متفائلون بارتفاع الدولار مقابل الشيكل ومعاودة اختبار 3.4500، ويرجحون وجهة نظر المركزي الاسرائيلي وخيبة امله في المؤشرات المالية والاقتصادية، وتدخله لمنع الشيكل من الارتفاع المفرط حاليا ودعمه لارتفاع الدولار، وكذلك مظاهرات الاحتجاج ضد نتنياهو والارتباك السياسي في إسرائيل. كل ذلك قد يحول دون انخفاض الدولار امام الشيكل وسيحد من قوة الشيكل المفرطة حسب المحللون الذين يرجحون بقاء الشيكل قويا طالما استمرت مؤشرات الاسهم الامريكية وخصوصا مؤشر ناسداك في تسجيل مستويات قياسية جديدة.
الدعم : 3.3950 - 3.3800 - 3.3700 المقاومة : 3.4280 – 3.4350 – 3.4530
الذهب والنفط :
واخيرا صحح الذهب بعضا من حالة اشباع الشراء وتراجع من 2072 تدريجيا ليختبر 1875 ويعاود الارتفاع منها، حيث اغلق سعر الذهب هذا الاسبوع عند مستوى 1944 دولار للأونصة. الذهب ارتفع نتيجة لمجموعة اسباب موضوعية كضعف الطلب على الدولار، وتراجعه واغراق الاسواق بالسيولة من خلال رزم الإنعاش وطباعة النقود واثرها التضخمي وزيادة نسبة الدين العام للناتج المحلي للدول الكبرى وتوترات جيوسياسية بين امريكا والصين وتركيا واليونان واثار كورونا الاقتصادية. الا ان التراجع كان تصحيحا فنيا وجني ارباح سريع للمستثمرين بعد ان تحسنت العوائد على السندات طويلة الاجل في أمريكا، وبعد ان وصل السعر الى مستوى توازنت فيه المخاطر وبدأت بيئة المخاطر بالتحسن، مما شجع المستثمرين على شراء الاصول الاخرى. المؤشرات الفنية إيجابية، والمحللون يرجحون استقرار السعر والتذبذب في نطاق 1850-2050 حاليا، حيث يحتاج الذهب الى اسباب قوية لتساعده على الاحتفاظ بوتيرة وزخم الارتفاع، ليتمكن من تجاوز المستويات الحالية للأسعار ومعاودة الارتفاع لاختبار مستويات بين 2100-2200 دولار للأونصة خلال عام، فيما يبقى نطاق 1800-1750 نطاق دعم قوي للسعر حاليا.
استقرت اسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 44.95 دولار للبرميل بعد استقرار الطلب العالمي على النفط، ونجاح اوبك + في تطبيق اتفاقها بالتخفيض والمحافظة على مستويات الأسعار، حيث من المتوقع استمرار التداول في نطاق 42-46 دولار للبرميل. الا ان تفاقم اثر جائحة كورونا واثارها الاقتصادية غير الواضحة حتى الان قد تؤدي الى تراجع الطلب وتراجع الاسعار في حال زادت حدة الموجة الثانية وتراجعت احتمالات نجاح اختبارات الامصال المعلن عن اكتشافها. المحللون يرجحون استقرار الاسعار عند هذه المستويات الحالية، خاصة مع تراجع الدولار وزيادة التوترات الجيوسياسية بين امريكا والصين وبين تركيا واليونان وايران والامارات المتحدة في الخليج.