اغلق الدولار الامريكي الاسبوع الماضي على ارتفاع امام اليورو عند 1.1255 دولار لليورو، و1.2538 دولار للإسترليني، بينما تراجع الدولار امام عملات الملاذ ليغلق عند 0.9525 فرانك سويسري و 107.39 ين لكل دولار بعد نفور المستثمرين من اخذ المخاطرة وتراجع مؤشرات الاسهم الامريكية بشدة، بعد ان سجلت مستويات تاريخية جديد. جاء ارتفاع الدولار بعد تصريحات متشائمة من محافظ الفدرالي السيد جيرمي باول عن اداء الاقتصاد الأمريكي، واستمرار الافراط في التوسع النقدي. حيث قال بانه لا يفكر حتى في التفكير في تغير اسعار الفائدة حاليا، وانه على استعداد لاستخدام اية ادوات نقدية توسعية متوفرة. الفدرالي وفي بيانه الصحفي بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الاربعاء الماضي، ابقى على اسعار الفائدة عند 0% وقال بان طريق التعافي الاقتصادي طويلة ووعرة واعطى صورة قاتمة عن توقعاته بأداء الاقتصاد الأمريكي. حيث يتوقع انكماشا اقتصاديا بنسبة 6.5% مع تراجع للبطالة الى مستوى 9.3% وارتفاع مستوى الاسعار او التضخم ب 1% لهذا العام، بينما يتوقع نموا بنسبة 5% وبطالة عند 6.5% وتضخم 1.5% لعام 2021.
وساهم في زيادة الطلب على الدولار كملاذ: تراجع التفائل بالعودة الاقتصادية وتسارع تزايد عدد الاصابات الجديدة بكورونا في تكساس وفلوريدا، حيث تجاوزت الاصابات في امريكا ال 2 مليون مصاب وتجاوزت الوفيات ال113 الفا، مما عزز المخاوف من موجه انتشار جديدة خاصة مع تصريحات وزير الخزانة باستمرار العودة وعدم التراجع عن فتح الاقتصاد رغم ارتفاع الاصابات. المؤشرات والبيانات الاقتصادية التي تم الاعلان عنها لم تؤثر كثيرا في اسعار صرف العملات، خاصة وانها تعبر عن فترة الاغلاق لشهري نيسان وايار ففيما تم تعديل التراجع في الناتج المحلي الاجمالي الاوروبي الى 3.6% للربع الاول بعد ان كان 3.8% في قراءة سابقة جاء مؤشر التضخم السنوي الامريكي بزيادة بنسبة 1.2% حتى نهاية شهر أيار. كما ارتفعت ثقة المستهلكين الأمريكيين في مؤشر جامعة ميشيغان الى 78 نقطة من 72.3 في قراءته السابقة. المحللون يرجحون احتفاظ الدولار بوتيرة التحسن كعملة ملاذ طالما استمر الغموض والتوتر في اداء مؤشرات اسواق المال عبر العالم.
البيانات والمؤشرات الاقتصادية لهذا الاسبوع تكتسب اهمية لأنها تصف مرحلة العودة وفتح الاقتصاد من جديد، فيوم الثلاثاء سيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك الالماني حيث من المتوقع زيادة في مستوى الاسعار حتى نهاية ايار بنسبة 0.8% على اساس سنوي. كما من المتوقع ان يتحسن مؤشر ( ZEW) الالماني الذي يقيس ثقة المستثمرين في الاداء الاقتصادي المستقبلي الى مستوى 60 بعد ان كان 51 في قراءة سابقة وكما سيتحسن مؤشر الثقة في الفترة الحالية الى -84.8 بعد ان كان -93.5 . اما في امريكا فسيتم الاستماع الى شهادة السيد جيرمي باول محافظ الفدرالي في الكونجريس يومي الثلاثاء والاربعاء ولا يعتقد الخبراء بان لدية ما سيضيفه الى قدمه في بيانه المتشائم في مؤتمره الصحفي يوم الاربعاء الماضي. كما سيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر ايار حيث من المتوقع ان يسجل تحسنا بنسبة 5% بعد تراجع بنسبة 17.5 % الشهر الماضي. الاربعاء سيتم الاعلان عن الارتفاع في مستوى التضخم في اوروبا و بيانات المباني والاسكان الامريكية ويوم الخميس سيتم الاعلان عن بيانات التشغيل وطلبات البطالة الامريكية فيما يستمر المحللون في متابعة منحنى اصابات ووفيات كورونا وتأثيرها على زخم العودة والتعافي الاقتصادي.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
اغلق مؤشر الدولار امام سلة العملات ( DXY) عند مستوى 97.08 مرتفعا قليلا عن اغلاق الاسبوع الماضي حيث ارتد مرتفعا بعد اختبار منطقة الدعم الفني عند مستوى 95.70 . هذا الارتداد جاء كنتيجة لضغوط التصحيح الفنية من مستويات اشباع البيع وبعد ارتفاع المخاطر في الاسواق اثر تصريحات السيد جيرمي باول محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي و توقعات الفدرالي المتشائمة لأداء الاقتصاد الامريكي مستقبلا وتراجع مؤشرات الاسهم .المحللون يرجحون احتفاظ المؤشر بوتيرة الارتفاع وان بزخم اقل الا ان اي تحسن سيبقى مرهونا بمنحنى الاصابات بكورونا ومدى التفائل في التعافي الاقتصادي. المؤشرات الفنية ضعيفة نسبيا مما يعني الحذر وعدم الافراط في التفائل حيث يتوقع المحللون استمرار التداول في نطاق 96.5-97.5 لهذا الاسبوع مع استمرار التفائل بالارتفاع في ظل استمرار عملية التصحيح الفني حاليا.
مستويات الدعم 96.60 – 96.20-95.70 المقاومة: 97.5 – 97.95 – 98.30
اليورو الاوروبي :
تراجع سعر صرف اليورو خلال الاسبوع ليغلق منخفضا عند مستوى 1.1255 دولار. بعد ان كان قد ارتفع واختبر منطقة المقاومة عند 1.1422 بداية الاسبوع وتراجع منها للتصحيح من مستويات اشباع الشراء، وبعد تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة وتراجع مؤشرات الاسهم وزيادة الطلب على الدولار الامريكي كعملة ملاذ بعد تصريحات الفدرالي المتشائمة. المؤشرات الفنية ما زالت ايجابية الا ان الضغوط للتصحيح تدفع لاختبار مستوى الدعم في نطاق 1.1150-1.1170 قبل حدوث اي ارتفاع من جديد. لذا يبقى المحللون الفنيون على تفاؤلهم بمعاودة اليورو الارتفاع ان تجاوز مستوى 1.1290 لاختبار 1.1360 فيما يبقى الارتفاع لاختبار 1.1460 واردا في المدى القصير. المؤشرات الفنية الحالية ايجابية وترجح استمرار التداول في نطاق 1.1150-1.1350 لهذا الاسبوع.
نقاط الدعم : 1.1240 -1.1190 -1.1150 المقاومة : 1.1340 -1.1385 – 1.1460
الشيكل الاسرائيلي:
ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي واغلق عند مستوى 3.4730 شيكل لكل دولار، بعد ان اختبر مستويات دون ال 3.45 شيكل، وارتد منها كما كان متوقعا. الشيكل تراجع وفقد زخم قوته مع تراجع مؤشرات الاسهم الامريكية، وبعد تقارير بتزايد الاصابات بكورنا في كل من اسرائيل وامريكا مما يهدد وتيرة التعافي الاقتصادي ويزيد المخاوف من موجة ثانية للانتشار. وكانت مؤشرات ارتفاع احتياطي العملات الاجنبية للمركزي الاسرائيلي ب 9 مليار دولار نهاية شهر ايار واستقرار العجز السنوي في الميزانية عند 6% من الناتج المحلي الاجمالي الاسرائيلي وتحسن اداء ميزان المدفوعات قد دعمت قوة الشيكل بداية الأسبوع، الا ان الطلب على الدولار كعملة ملاذ وضغوط فنية على السعر للتصحيح ساعدت في ارتداد تصحيحي للدولار. المؤشرات الفنية ضعيفة وترجح استمرار الضغوط لمعاودة الانخفاض مع تراجع واضح في زخم ارتفاع الدولار كلما اقترب من مستوى 3.5000 شيكل لكل دولار، لذا من المتوقع ان يواجه السعر صعوبة بالغة في تجاوز مستوى 3.4950 حيث من المرجح استمرار التداول في نطاق 3.45-3.50 لهذا الاسبوع مع احتفاظ السعر بوتيرة الارتفاع التدريجي البطيء لحين تحسن المؤشرات التي تزيد من احتمالات الارتفاع. كما يرجح المحللون استمرار التداول في نطاق 3.4350-3.5350 خلال هذا الشهر مع استمرار حساسية السعر لتقلبات اسعار مؤشرات الاسهم.
الدعم : 3.4630 - 3.4500 - 3.4350 المقاومة : 3.4830 – 3.4950 – 3.5050
الذهب والنفط :
ارتفع سعر الذهب هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 1730 دولار بعد ان ارتفع بحدة واعاد اختبار مستويات المقاومة الفنية عند 1745 دولار وتراجع منها. وكان الطلب على الذهب كملاذ امن للمستثمرين قد ارتفع بعد تقارير عن تزايد الاصابات والوفيات بفيروس كورونا مع معاودة فتح الاقتصاد في كل من فلوريدا وتكساس مما يعزز المخاوف من ظهور موجة ثانية لانتشار كورونا . كما دفعت توقعات متشائمة لبنك الاحتياطي الفدرالي عن اداء الاقتصاد الامريكي الى توتر اسواق الاصول المالية وتراجع مؤشرات الاسهم الرئيسية مما عزز من مكاسب الذهب. المحللون يرجحون استمرار وتيرة الارتفاع الا ان الذهب يواجه صعوبة في تجاوز حاجز 1750 والاستقرار فوقه نتيجة زيادة العرض عند هذه المستويات الا ان المؤشرات الفنية توحي بقرب تجاوز هذا الحاجز واختبار المقاومة الاصعب في نطاق 1790-1810 قبل حدوث تصحيح محتمل للسعر لذا يبقى التداول في نطاق 1700-1800 الواسع هو المرجح لهذا الاسبوع .
كما تراجع سعر مزيج برنت القياسي يومي الخميس والجمعة الى مستوى 37 دولار الا انه ارتد وارتفع ليغلق الاسبوع عند مستوى 39 دولار بعد تقارير عن تراجع عدد الحفارات الامريكية الفاعلة الى 199. وكان تراجعا للسعر قد حدث بعد تقارير عن تزايد الاصابات واعداد الوفيات بفيروس كورونا مع العودة لفتح الاقتصاد وزيادة المخاوف من موجة ثانية للانتشار والعودة للإغلاق مرة اخرى. المحللون يرون بانه لا يوجد اسباب اقتصادية وراء ارتفاع الاسعار الذي حدث خلال الاسابيع الماضية وان اسعار النفط عرضة للتراجع مرة اخرى اذا ما واجه الاقتصاد الامريكي مشاكل في العودة والتعافي. المحللون يرجحون اعادة اختبار مستويات 35 دولار للبرميل قريبا، ويرى المحللون ان تداولا في نطاق 35-40 دولار للبرميل يبقى هو المرجح لهذا الاسبوع مع تراجع واضح في وتيرة الارتفاع.