ارتفعت اسعار صرف الدولار الامريكي واغلق الاسبوع عند 1.0820 دولار لليورو، و1.2120 دولار للإسترليني و 0.9715 فرانك سويسري و 107.05 ين لكل دولار. كان الدولار الامريكي قد استفاد من تصريحات لمحافظ بنك الاحتياطي الفدرالي بان لجنة السوق المفتوحة ما زالت ترى بان اسعار فائدة الدولار لن تنخفض دون الصفر، رغم الاثار السيئة الكبيرة لجائحة كورونا. كما استفاد الدولار من تصريحات الرئيس الامريكي بانه سيقطع علاقاته مع الصين وتصريحات بانه قد حان وقت الدولار القوي. كما استفاد الدولار من موقعه كعملة ملاذ نتيجة ازدياد مخاطر ظهور موجة اخرى من كورونا بعد اعلان الصين ظهور حالات جديدة في يوهان. الا ان الدولار وحسب المحللون لم يرتفع كثيرا ولم يستفد كما يجب بسبب مخاوف العودة الاقتصادية التدريجية، فالمحللون يتابعون موضوع العودة الاقتصادية باهتمام لان الفشل في العودة وعودة وتيرة التفشي من جديد قد تؤدي الى تراجع اقتصادي  كبير في أمريكا، وهذا ما يتوقع المحللون ظهوره  والتأكد منه خلال الاسبوعين القادمين.

الاسواق اهملت المؤشرات الاقتصادية البائسة التي تم الاعلان عنها خلال الأسبوع سواء في اوروبا او أمريكا، فمؤشر اسعار المستهلك الامريكي تراجع بنسبة 0.4% ليستقر التضخم عند 1.4% على اساس سنوي، فيما استقر نفس المؤشر في المانيا عند 0.8%. مؤشر الناتج المحلي الاجمالي الالماني تراجع بنسبة 2.2% للربع الاول وتراجع نفس المؤشر لدول الاتحاد بنسبة 3.2%. ومع ان مؤشر جامعة ميتشغان لقياس ثقة المستهلكين لشهر ايار تحسن من 71.8 الى 73.7 نقطة، الا ان مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر نيسان تراجع بنسبة 16.4% في اكبر تراجع شهري.

هذا الاسبوع سيتم الاعلان عن الناتج المحلي الياباني للربع الاول من العام صباح الاثنين، حيث من المتوقع ان يتراجع بنسبة 1.2%. وفي المانيا سيتم الاعلان عن مؤشر ( ZEW) الذي يقيس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الالماني يوم الثلاثاء حيث من المتوقع ان يظهر المؤشر تحسنا عند 33.5 نقطة. كما سيتم الاعلان عن محضر اخر اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي يوم الأربعاء، ومحضر اجتماع المركزي الاوروبي يوم الخميس. كما سيتم الاعلان عن مجموعة من مؤشرات مدراء المشتريات الصناعية او الخدماتية، حيث من المتوقع ان تظهر هذه القراءات تحسنا في اداء المؤشرات عموما، الا انها رغم تحسنها ما زالت في مستويات منخفضة تشير الى الانكماش الاقتصادي الذي يمر به الاقتصاد العالمي. المحللون يرون ان بؤس اداء المؤشرات الاقتصادية امر طبيعي، فالاهم هو متابعة مدى نجاح الدول في فتح اقتصادها خلال الاسبوعين متفائلين بعدم حدوث اي انتكاسة.

التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي:

  اغلق مؤشر ( DXY)  عند مستوى  100.36 مرتفعا عن اغلاق الاسبوع السابق، ومتجاوزا لمؤشرات معدلات الاسعار الرئيسية. هذا الاغلاق الايجابي يشير الى تحسن الطلب على الدولار، فالمحللون الفنيون يرجحون استمرار وتيرة الارتفاع لاختبار المقاومة الفنية عند مستوى 101.00، الا ان اي تراجع قد يحدث سيكون محدودا باختبار مستوى الدعم في نطاق 99.6-100 قبل معاودة الارتفاع ثانية، لذا من المتوقع ان يحتفظ الدولار بوتيرة الارتفاع حيث من المتوقع ان يستمر التداول خلال الاسبوع في نطاق 99.50-101.50

مستويات الدعم 100.10 – 99.60-99.30  المقاومة:   100.65  – 100.95 - 101.40

 اليورو الاوروبي :

تراجع  سعر صرف اليورو خلال الاسبوع تراجعا محدودا ليغلق عند مستوى 1.0820  دولار. هذا الاغلاق دون معدلات الاسعار الرئيسية يعتبر ضعيفا رغم استقرار زخم السعر دون اشارات قوية للانخفاض. المحللون الفنيون يرجحون انخفاض اليورو لهذا الاسبوع حيث من المتوقع اختبار الدعم عند مستوى 1.0780 و1.0730 فيما يبقى 1.0630 مستهدفا .ام ارتفاع اليورو وان حدث فسيكون محدودا  حيث من المتوقع ان يفقد زخمه امام مستويات المقاومة عند 1.0880 و 1.0940 لذا من المتوقع ان يستمر التداول في نطاق 1.0730-1.0930 لهذا الاسبوع مع استمرار وتيرة الانخفاض التدريجي البطيء لاختبار قاعدة الانخفاض عند مستوى 1.0630 في المدى المتوسط.

نقاط الدعم : 1.0930-1.0880 -1.0830  المقاومة :   1.1040  -1.1085  – 1.1120

 الشيكل الاسرائيلي:

ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 3.5370 شيكل لكل دولار  اثر تراجع مؤشرات الاسهم العالمية التي عادة ما يتأثر بها سعر الدولار مقابل الشيكل وبعد تصريحات امريكية من كل من  ترمب وباول دعمت الدولار، الا ان السعر انخفض قليلا واستقر بعد الاعلان بان مؤشر اسعار المستهلك الاسرائيلي لشهر نيسان تراجع بنسبة 0.3%  اي اقل مما كان متوقعا حيث كان من المتوقع تراجعا بنسبة 0.5% الا ان هذا يعني تراجعا بنسبة 0.6% على اساس سنوي بينما ارتفع مؤشر اسعار المساكن بنسبة 4.2% حسب تقرير هيئة الاحصاء الاسرائيلية.  وكالة ( S&P ) للتصنيف الائتماني، ابقت واكدت على تصنيفها  المستقبلي لإسرائيل كحاله ( مستقرة) بعد ان كانت وكالة ( Moody) قد خفضت تصنيفها باقل درجة الى محايدة  بدلا من مستقرة. المحللون الفنيون يرجحون استمرار تحسن قوة الشيكل والضغوط على السعر نحو الانخفاض لاختبار مستويات الدعم دون مستوى 3.5000 شيكل، الا ان حساسية هذا السعر لمؤشرات اسعار الاسهم العالمية قد تؤخر ذلك او تؤجله في ظل تراجع هذه المؤشرات نتيجة وجود مخاوف من توتر العلاقة بين امريكا والصين من جهة وازدياد المخاوف من حدوث موجة ثانية من كورونا. لذا من المتوقع ان يستمر التداول هذا الاسبوع في نطاق 3.4850-3.5650 مع استمرار وجود زخم لوتيرة الانخفاض، لذا يبقى من المرجح بيع الدولار في حال ارتفاع السعر لمستويات قريبة من 3.5800 حاليا.

الدعم : 3.5150 - 3.4950 - 3.4830  المقاومة  : 3.5450 – 3.5650 – 3.5850

الذهب والنفط :

ارتفع سعر اونصة الذهب بنسبة 3% خلال الاسبوع واغلق عند مستوى 1742.5 دولار للأونصة مدعوما بارتفاع المخاطر في الاسواق وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ امن للمستثمرين بعد ارتفاع وتيرة الخلاف الامريكي الصيني وتهديدات الرئيس الامريكي بقطع العلاقات مع الصين بسبب سوء ادارتها لجائحة كورونا. كما ساعدت المؤشرات الاقتصادية الضعيفة في زيادة الطلب على المعدن الثمين فرغم ما تم ضخه من اموال واغراق الاسواق بالسيولة : انخفضت مؤشرات التضخم في كل من اوروبا وامريكا وعادة ما يستفيد الذهب من مثل هذه الاوضاع المالية. المحللون الفنيون يرون في هذا الاغلاق الاسبوعي مؤشرا ايجابيا نحو مزيدا من الارتفاع ويرجحون استمرار وتيرة الارتفاع هذه حيث يتوقعون استقرار السعر فوق مستوى 1700 والارتفاع لاختبار 1760 دولار خلال هذا الاسبوع الا ان اغلاق فوق هذا المستوي ولو ليوم واحد يعطي اشارات ايجابية لتجاوز المقاومة الاكبر عند1795 واختبار مقاومات اكبر عند مستوى 1807 حيث من المتوقع حدوث تصحيح فني للسعر بعد ذلك. 

كما ارتفع سعر مزيج برنت القياسي  بقوة خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 32.86  دولار للبرميل بعد بيانات عن تنشيط الصين لمصافي النفط وتراجع مستويات المخزون الامريكي مع العودة التدريجية لفتح الاقتصاد. كما ساعد اعلان كل من عمان والنيجر بالتخفيض الاختياري للإنتاج في تحسن الأسعار، الا ان اسعار النفط تبقى بالغة الحساسية وقابلة للتراجع الكبير في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية، فتجاوز برنت لمستوى 35 دولار يبدو صعب حاليا . ومن المهم الاشارة الى ان عقود النفط الأمريكي لشهر حزيران ستستحق يوم الثلاثاء القادم، وقد يتكرر ما حدث عند اغلاق عقود شهر ايار حيث انخفض السعر دون الصفر فحجم العقود التي يجب ان تغلق عند الاستحقاق ما زال كبيرا. الا ان ما سيحدث من انخفاض يبقى انخفاضا نظريا يقوده المضاربون.