هل سيستمر الضغط الامريكي على الصين حتى بعد عودة المباحثات التجارية بينهما؟

هل سيستمر الضغط الامريكي على الصين حتى بعد عودة المباحثات التجارية بينهما؟

ارتفعت اسعار صرف الدولار الامريكي واغلق الاسبوع عند 1.0840 دولار لليورو، و1.2412 دولار للإسترليني و 0.9708 فرانك سويسري و 106.67 ين لكل دولار بعد تجنب المستثمرين لتحمل المخاطر، بعد اتهام الرئيس الامريكي للصين بعدم الالتزام بالاتفاق التجاري مع امريكا وتحميلها المسؤولية عن تفشي فايروس كورونا. اما اليورو، فقد تراجع بعد عمليات بيع للسندات رافقت قرار المحكمة الدستورية في المانيا بان المركزي الاوروبي لم يتجاوز اي قانون في سياسته النقدية التوسعية عام 2015، الا انها امهلت البنك ثلاثة شهور لتبرير شراءه للسندات ولإثبات التناسب بين خطة الشراء واثارها. المؤشرات الاقتصادية جاءت ضعيفة،  فبيانات البطالة والتشغيل لشهر نيسان الماضي اظهرت ان الاقتصاد الامريكي خسر اكثر من 20 مليون وظيفة خارج القطاع الزراعي، فيما ارتفعت نسبة البطالة الى 14.7%. اما في أوروبا، فقد جاءت مؤشرات مدراء المشتريات لقطاع الخدمات ضعيفة رغم تحسنها بعد تعديلها، فيما تراجع مؤشر الانتاج الصناعي وطلبات المصانع الالماني لشهر اذار بنسبة 16%. ومع ان الدولار الامريكي فقد بعض مكاسبه اثر تراجع سعر الفائدة دون الصفر لأول مرة في تعاملات مستقبلية يوم الخميس، الا ان التفاؤل في نجاح فتح الاقتصاد ساهم في احتفاظ الدولار بمكاسبه. كما ساهمت اخبار عودة الصين وامريكا الى المحادثات التجارية في تحسن اسواق الاسهم رغم استمرار الضغط الامريكي على الصين من خلال تصريحات السيد لاري كادلو ممثل أمريكا، واتهام الصين بمسؤوليتها عن انتشار كورونا. المحللون يرون بان امريكا لن تخفف من ضغوطها واتهاماتها للصين، مما يبقي على التوتر في الاسواق واستمرار احتفاظ الدولار ببعض مكاسبه حاليا .
المؤشرات الاقتصادية التي سيتم الاعلان عنها هذا الاسبوع ثانوية، حيث سيتم الاعلان عن بيانات التضخم في امريكا من خلال الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك  لشهر نيسان، حيث من المتوقع ان يتراجع المؤشر الى 0.8% على اساس سنوي بعد ان كان 1.5% شهر اذار الماضي. فيما ستعلن المانيا عن مؤشر التضخم لديها يوم الخميس. اما الأهم، فسيكون اعلان المانيا عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الاول من العام، حيث من المتوقع ان يتراجع الاقتصاد وينكمش بنسبة 2%، فيما يبقى الاقتصاد الاوروبي على نمو بنسبة 1%. كما سيتم الاعلان يوم الجمعة عن مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكي، حيث من المتوقع تراجعه بنسبة 8% ومؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين، حيث من المتوقع ان يستقر المؤشر عند مستوى 72 نقطة. فيما تبقى متابعة اخبار التوترات بين الصين وامريكا ومنحنى انتشار كورونا هي الاهم هذا الاسبوع. 
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
 اغلق مؤشر ( DXY)  عند مستوى 99.75  الا ان هذا الاغلاق جاء دون مستوى ال 100، مما يعني استمرار الضغوط على هذا المؤشر للانخفاض لاحقا. المحللون الفنيون يخشون تراجعا دون مستوى 99.60 ، حيث ان ذلك يعني استمرار التراجع التصحيحي لإعادة اختبار مستويات الدعم عند 99.30 و 98.80 . الا ان المؤشرات الفنية ايجابية حاليا، وتوحي بان الدولار سيحتفظ بمكاسبه ويستقر حول مستوى 100. حيث من المتوقع استمرار التداول في نطاق 99.50-100.50 هذا الاسبوع في ظل غياب اي مؤشرات قوية مؤثرة في الاسعار.  
مستويات الدعم 99.30 - 98.90-98.50  المقاومة:   99.95  – 100.60- 101.00
 اليورو الاوروبي :
تراجع  سعر صرف اليورو خلال الاسبوع  ليغلق عند مستوى 1.0840 بعد ان تذبذب في نطاق ضيق خلال الاسبوع. المؤشرات الفنية على خريطة الاسعار اليومية سلبية، وترجح احتمالات التراجع لإعادة اختبار ادنى الاسعار عند مستوى 1.0630 قريبا. الا ان تحسن مؤشرات العودة لفتح الاقتصاد عبر العالم تبدو إيجابية، مما يحسن من اداء هذه المؤشرات وتراجع مكانة الدولار كعملة ملاذ، لذا يبقي الخبراء على توقعاتهم بتحسن محدود لليورو على المدى القصير . الا ان حواجز المقاومة القوية عند مستوى 1.0950 و 1.1030 تبقي اليورو معرضا لضغوط الانخفاض، مما يساعد في زيادة عمليات البيع كلما ارتفع اليها. لذا يبقي المحللون على احتمال استمرار التداول في نطاق 1.0750-1.0950 لهذا الأسبوع، مع تراجع نسبة التذبذب والتقلبات في انتظار مؤشرات تخفيف الحجر وفتح الاقتصاد.
نقاط الدعم : 1.0930-1.0880 -1.0830  المقاومة :   1.1040  -1.1085  – 1.1120
 الشيكل الاسرائيلي:
  استقر سعر صرف الدولار مقابل الشيكل هذا الأسبوع، واغلق عند مستوى 3.5100 شيكل لكل دولار، بعد ان عاود البنك المركزي الاسرائيلي عمليات شراء الدولار والتدخل المتكرر للحد من قوة الشيكل بعد ان انخفض الدولار الى مستوى 3.4800 شيكل لكل دولار، اثر الاعلان عن ارتفاع احتياطي العملات الاجنبية نهاية شهر نيسان بمبلغ 7.6 مليار ليصل الى 133.54 مليار وبنسبة 33.8% من الناتج المحلي الاجمالي. المحللون يرجحون بان الاسواق ستختبر ارادة البنك المركزي الاسرائيلي وقدرته او نجاحه في الحد من هذه القوة المفرطة للشيكل.  لذا، يرى البعض امكانية اختبار مستويات الدعم في نطاق 3.45-3.48 مرة اخرى قبل معاودة الارتفاع. المؤشرات الفنية ايجابية وتوحي باحتمال تصحيح السعر الى مستويات اعلى لاختبار 3.5350 و 3.5650 بحد اقصى، الا ان تجاوز هذا المستوى والاقتراب من 3.60 يعطي فرصة كبيرة لبيع الدولار للتحوط من قوة مفرطة للشيكل قد تعود قريبا، خاصة اذا ما نجحت إسرائيل في فتح الاقتصاد والعودة سريعا مع نجاح الجهود لتشكيل حكومة. لذا تبقي التوقعات باستمرار التداول هذا الاسبوع في نطاق 3.48-3.55 مع استمرار وتيرة الانخفاض.
الدعم : 3.4950 - 3.48300 - 3.4530  المقاومة  : 3.5350 – 3.5550 – 3.5650
الذهب والنفط :
تحسن سعر اونصة الذهب بشكل طفيف هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 1702.5 دولار للأونصة بعد ان تراجع  من مستوى1720 . المحللون يتوقعون احتفاظ الذهب بمكاسبه حاليا واعادة اختبار مستوى 1750 خاصة بعد ان تراجعت نسبة الفائدة الامريكية المستقبلية دون الصفر يوم الخميس الماضي. كما ان البطيء في العودة وفتح الاقتصاد وازدياد التوتر الناتج عن الضغوط التي تمارسها امريكا على الصين، يبقى الطلب على المعدن الثمين مرتفعا. المستثمرون غير متشجعين لشراء الذهب كرصيد في سجلات البنوك لارتفاع مخاطر ذلك في ظل عدم توفر الذهب كمعدن نتيجة اغلاق المناجم وتراجع عمليات الشحن، وهذا ما يبقى الاسعار على هذه المستويات ويحول دون ارتفاعها حاليا لذا يتوقع المحللون استمرار التداول في نطاق 1650-1750 مع احتفاظ الذهب بوتيرة الارتفاع حاليا.
 كما ارتفع سعر مزيج برنت القياسي  بقوة خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 30.96  دولار للبرميل بعد ظهور بيانات الميزان التجاري الصيني حيث ظهرت زيادة كبيرة في شراء النفط، كما ساهم تراجع عدد حفارات النفط والغاز النشطة في امريكا الى مستوى تاريخي حيث تراجعت الى  374 حفارة نشطة فقط. كما تراجع تسارع بناء المخزون الاستراتيجي الامريكي من النفط حتى مع تحسن الطلب مع العودة التدريجية لتخفيف الحجر وفتح الاقتصاد. المحللون يرجحون استقرار الاسعار عند هذا المستوى حول 30 دولار، لحين استقرار مستويات المخزون العالمي وتحسن الطلب بعد عودة الاقتصاد. الا ان احتمالات تراجع السعر الفوري تبقى قائمة الا ان ذلك لن يحول دون وجود تفاءل بارتفاع الاسعار في النصف الثاني من العام اذا ما نجحت الدول في استعادة وتيرة النمو الاقتصادي.

 

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد