ارتفع الدولار الامريكي خلال الاسبوع الماضي حيث اغلق مرتفعا امام اليورو عند مستوى 1.0823 دولار، وعلى سعر0.9730 فرنك سويسري، وعند 1.2372 دولار للجنية الإسترليني. بينما استفاد الين كعملة ملاذ واغلق الدولار عند 107.50 ينا لكل دولار. جاء هذا التحسن في اداء الدولار مع تحسن اداء مؤشرات الاسهم العالمية بعد تزايد التفائل بالعودة لفتح الاقتصاد، واستقرار مؤشر التزايد في اصابات ووفيات فايروس كورونا في العديد من الدول. كما ساهمت الاخبار عن البدء في تجربة لقاح ضد الفيروس في كل من المانيا وانجلترا في تشجيع بعض الدول على اعادة الفتح التدريجي لاقتصادها. البيانات الاقتصادية لهذا الاسبوع عكست الوضع الكئيب الذي يعيشه العالم فمؤشر السلع المعمرة لشهر اذار في امريكا انهار متراجعا بنسبة 14.4% ، كما جاءت نتائج استطلاعات كل من مؤشري ( ZEW ) و ( IFO) الالمانية لشهر ابريل متراجعة مع تفائل بسيط في الوضع الحالي، الا انها جاءت مخيبة للآمال . المحللون يؤكدون ان المؤشرات الاقتصادية تعكس الاثار الاقتصادية بشكل جزئي وتراجعها ليس بمفاجئ للأسواق في ظل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. كما يرجح المحللون استمرار احتفاظ الدولار بقوته كعملة ملاذ امام اليورو الاوروبي وعملات الدول التي تضررت، بينما قد تتحسن اسعار صرف بعض العملات التي تشددت دولها في اجراءات الحجر ومنع الانتشار وبدأت في فتح اقتصادها حاليا.
ستبدأ المؤشرات الاقتصادية ذات الاهمية والاثر الكبير بالظهور خلال هذا الأسبوع، حيث سيتم الاعلان عن الناتج المحلي الاجمالي ( GDP ) للربع الاول لكل من اوروبا وامريكا، ومن المتوقع ان يتراجع الناتج المحلي الامريكي ب 4% على اساس ربعي، بينما يتوقع ان يتراجع مؤشر الاسعار الى 1% من 1.4% . كما من المتوقع ان يتراجع الناتج المحلي لأوروبا ب 3.3% على اساس ربعي و 2.8% على اساس سنوي، بينما سيتراجع مؤشر الاسعار الى صفر. ستجتمع ثلاثة بنوك مركزية هذا الاسبوع لإعادة النظر في سياستها النقدية، حيث من المتوقع ان يثبت البنك المركزي الياباني فائدة الين عند -0.1 % يوم الثلاثاء. اما الأربعاء، فمن المتوقع ان يثبت الاحتياطي الفدرالي فائدة الدولار عند 0-0.25% مع توضيح لما فعله وما من الممكن ان يفعله في المستقبل، ولربما بيان بالشركات التي سيتاح لها الاستفادة من برنامج التحفيز. ويتبعهم المركزي الاوروبي يوم الخميس حيث من المتوقع ان يثبت فائدة اليورو ويبقيها دون تغير عند مستوى (- 0.50%) . اما على صعيد البطالة فسيتم الاعلان عن مؤشر البطالة في المانيا حيث من المتوقع ان يرتفع معدل البطالة لشهر نيسان الى 5.2% بينما تنتظر الاسواق طلبات اعانة البطالة الخميس، ومؤشرات ( ISM ) لعمالة قطاع الإنتاج، ومدراء المشتريات للقطاع الانتاجي الامريكي يوم الجمعة، بالإضافة الى بعض المؤشرات الثانوية الاخرى خلال الاسبوع. ومن الاهمية بمكان، التأكيد ان المؤشر الاهم حاليا هو المنحنى البياني لعدد الاصابات بفيروس كورونا وعدد الوفيات التي يتسبب بها.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
اغلق مؤشر ( DXY) عند مستوى 100.20 مرتفعا قليلا في اسبوع شهد استقرارا في اسعار صرف العملات، وتراجعت سعة التذبذب في الاسعار. الا ان المحللين يرجحون عودة التوتر الى اسواق صرف العملات خاصة مع تضارب التوقعات بخصوص قدرة الدول على فتح الاقتصاديات. المؤشرات الفنية إيجابية، وما زالت تدعم ارتفاعا محدودا لاختبار حاجز 101.00 واختبار 101.50 خلال هذا الاسبوع. الا ان اكتظاظ هذا الاسبوع بالأخبار الاقتصادية بخصوص الناتج المحلي ومستويات الاسعار والبطالة والتشغيل في اوروبا وامريكا، يبقي الاسواق متوترة خاصة مع وجود توقعات بموجة ثانية من انتشار كورونا. وهذا ما يدعم احتفاظ الدولار بقوته الحالية واستقراره فوق مستويات الدعم عند مستوى 100.00 و 99.60، لذا يبقى من المرجح استمرار التداول هذا الاسبوع في نطاق 99.50-101.50
مستويات الدعم 100.00 - 99.60-99.10 المقاومة: 101.00 – 101.50- 102.25
اليورو الاوروبي :
تراجع سعر صرف اليورو خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 1.0870 وقد استعاد اليورو بعضا من قوته بعد ان اختبر مستويات الدعم عند مستوى 1.0720. المؤشرات الفنية سلبية ويأتي هذا الاغلاق ليضيف الى تلك المؤشرات، مما يرجح استمرار الضغوط لتراجع اليورو خلال الاسبوع لاختبار مستويات الدعم عند 1.0720 ثانية .المقاومة الفنية صلبه حول نطاق 1.0900، حيث بات من الصعب احتفاظ اليورو بأية مكاسب فوق ذلك المستوى. المحللون يرجحون ان يكون التداول هذا الاسبوع نشطا، حيث من المتوقع ان يتسع نطاق التذبذب في الاسعار، فمن المتوقع استمرار التداول في نطاق 1.0630-1.0930 مع استمرار الضغوط نحو الانخفاض.
نقاط الدعم : 1.0780-1.0720 -1.0630 المقاومة : 1.0840 -1.0885 – 1.0930
الشيكل الاسرائيلي:
تراجع الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي هذا الأسبوع، واغلق منخفضا عند مستوى 3.5220، اثر نجاح المساعي بين حزبي نتنياهو وجانتس لتشكيل حكومة وحدة بينهما، واثر مؤشرات ايجابية بتراجع حدة انتشار كورونا، مما دعا الحكومة للإعلان عن تخفيفيها لإجراءات الحجر ابتداء من اليوم. وزارة المالية الاسرائيلية اعلنت توقعاتها بأن عجز الميزانية سيرتفع الى 11% من الناتج المحلي هذا العام، بينما سيتراجع النمو الاقتصادي بنسبة 5.6% وتستقر البطالة عند 8-9% . المؤشرات الفنية للسعر سلبية حاليا، خاصة بعد ان اختبر الدولار عمق نطاق الدعم الفني عند 3.5150 عقب الاعلان عن تشكيل حكومة، وبعد تراجع اسعار النفط بشكل كبير وتوقع استفادة الاقتصاد الاسرائيلي كمستهلك للطاقة. كما استفاد الشيكل من تراجع اليورو الاوروبي كشريك تجاري لإسرائيل، حيث انخفض دون 3.80 شيكل لليورو خلال الاسبوع .المحللون يتوقعون استمرار استعادة الشيكل لقوته الكامنة خاصة اذا ما نجحت اسرائيل في استعادة زخم عودة اقتصادها للعمل، وتفادت التعطل لمدة طويلة. لذا يبقى من المرجح استمرار انخفاض الدولار مقابل الشيكل لاختبار مناطق دعم فني دون 3.5000، فيما يبقى حدوث تصحيح وارتفاع السعر لاختبار 3.5650 واردا. وعلما بأن سقف المقاومة الفنية مفتوحا حاليا، خاصة اذا ما فشلت عملية فتح الاقتصاد وفقدت اسرائيل السيطرة على انتشار الفيروس ومع استمرار احتفاظ الدولار بقوته كعملة ملاذ. الا ان اي ارتفاع قريبا من 3.6000 يعتبر فرصة للبيع لعمليات التحوط. لذا يبقى من المرجح استمرار التداول هذا الاسبوع في نطاق 3.4850-3.5850 الواسع في ظل استمرار ضغوط للانخفاض وتوقعات بازدياد سعة التذبذب بسبب مؤشرات اقتصادية مهمة سيتم الاعلان عنها هذا الاسبوع.
الدعم : 3.5150 - 3.4950 - 3.4830 المقاومة : 3.5450 – 3.5650 – 3.5950
الذهب والنفط :
ارتفع سعر اونصة الذهب هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 1728.5 دولار للأونصة، بعد ان تراجع واختبر 1662 بداية الاسبوع .جاء هذا الارتفاع بعد تزايد الطلب على الذهب كملاذ للمستثمرين بعد تأزم اسواق النفط الخام الامريكية، وانهيار اسعار عقود خام غرب تكساس الى مستويات تاريخية دون الصفر. كما ساهم تأخر فتح الاقتصاديات والانكماش الاقتصادي العميق في هذا الارتفاع ايضا. المحللون يرجحون استمرار الطلب على الذهب فمخاطر البيئة المالية مرتفعة ومواتية لاحتفاظ الذهب بتفوقه حاليا، حيث من المحتمل تجاوز حاجز المقاومة عند 1750 وارتفاع الذهب لاختبار 1800 قريبا مع استمرار الدعم الفني في نطاق 1660/1680 حاليا.
كما تراجع سعر مزيج برنت القياسي بقوة خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 21.86 دولار للبرميل، حيث كان النفط حكاية السوق بداية الاسبوع بعد ان انهار مزيج برنت واختبر مستوى 16 دولار للبرميل يوم الاربعاء بعد يوم من اغلاق عقود شهر ايار لنفط غرب تكساس على اسعار سالبة، مما تسبب في ازمة غير مسبوقة حيث تم تداول سعر مزيج غرب تكساس الفوري على سعر 1.5 دولار للبرميل قبل ان يبدا بالارتفاع . ومن المهم الاشارة الى ان موضوع الانخفاض الذي تحدثت عنه الاسواق كان انخفاضا فنيا بسبب الاغلاق الاجباري لعقود المشتقات المستحقة لشهر أيار، ولا علاقة له بالقدرات التخزينية للولايات المتحدة الامريكية. الا ان المحللون يرجحون استمرار الضغوط حاليا خاصة مع استمرار الغموض بخصوص فتح الاقتصاديات ومدى الفترة اللازمة لذلك. اما في الولايات المتحدة حيث بدأت الازمة، فمستوى التخزين لم يتجاوز 60% بعد الا ان تسارعت وتيرة التخزين، وزيادة المخزون متسارعة بسبب تراجع الطلب. كما ان توترا بدا يطفو على السطح بعد اخبار عن توجه ناقلات نفط سعودية تحمل 40 مليون برميل الى الشواطئ الامريكية. فتراجع القدرات التخزينية وارتفاع مستوى المخزون الاستراتيجي على مستوى العالم سيبقي اسعار النفط العالمية تحت ضغط الانخفاض، حيث بات متوقعا تراجع مزيج برنت لاختبار اسعار دون 15 دولار في المستقبل القريب ان فشلت الجهود في فتح الاقتصاد واستعادة وتيرة النمو الاقتصادي.