اداء غير مستقر للدولار الامريكي خلال الاسبوع الماضي، حيث اغلق مرتفعا امام اليورو عند مستوى 1.0870 دولار، وعلى سعر0.9695 فرنك سويسري، واغلق متراجعا قليلا امام كل من الجنية الاسترليني عند 1.2495 دولار، والين الياباني عند 108.45 ينا لكل دولار. هذا الارتباك في اداء الدولار الامريكي صاحب الدعوة لإعادة فتح الاقتصاد الامريكي تدريجيا على ثلاث مراحل، وترك القرار النهائي لحكام الولايات بعد ظهور مؤشرات احصائية توحي بتراجع حدة انتشار فيروس كورونا عبر العالم رغم تجاوز عدد الوفيات في امريكا ال40 الف. كما ساعد الاعلان عن استعداد الادارة الامريكية للذهاب بعيدا في رزم الانعاش الاقتصادي في ارتفاع مؤشرات اسعار الاسهم الامريكية وتهدئة الاسواق على امل اعادة العجلة الاقتصادية الى الدوران، بعد ان اكدت المؤشرات الاقتصادية التي تم الاعلان عنها حدوث الانكماش والركود الاقتصادي فعلا بسبب الحجر الصحي حيث ارتفعت البطالة بنسب اكبر من المتوقع وتوقفت العجلة عن الدوران. المحللون يعزون تراجع اليورو الى عدم وجود سياسة مشتركة لدول الاتحاد الاوروبي في مواجهة الوباء. كما ان الدولار يستفيد من موقعه كعملة ملاذ مع استمرار انتشار الوباء وتمديد العديد من الدول لإجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي رغم الدعوات للعودة لفتح الاقتصاد وان بحذر.
سيتابع المحللون المؤشرات الاقتصادية هذا الاسبوع بحكمة وموضوعية اكبر، بعد ان تحسنت فرص العودة لفتح الاقتصاد في بعض الدول خاصة وان المؤشرات ستغطي فترة الحجر الصحي التي يعاني منها الاقتصاد العالمي فالأسبوع يبدا بقرار المركزي الصيني بخصوص فائدة الين حيث من المتوقع خفض الفائدة بربع نقطة مئوية يليه يوم الثلاثاء مؤشر ZEW الذي يقيس ثقة المستثمرين في الاداء الاقتصادي الالماني لشهر نيسان الحالي حيث من المتوقع ان يتحسن المؤشر قليلا عند -43 نقطة بعد ان سجل تراجع عند -49.5 نقطة شهر اذار الماضي يليه الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة في كندا ومبيعات المنازل في امريكا. اما الاربعاء فسيتم العلان عن مؤشر اسعار المستهلك لشهر اذار في كل من بريطانيا وكندا .اما مؤشرات مدراء المشتريات الانتاجية والخدمات والاعمال لشهر نيسان في كل من المانيا والاتحاد الاوروبي فسيتم الاعلان عنها يوم الخميس حيث من المتوقع ان تظهر تراجعا في المؤشرات الانتاجية وتحسنا في مؤشرات الخدمات التي اظهرت انخفاضا حادة في اذار وتحسنا في قطاع الاعمال. اما مؤشر طلبات اعانة البطالة الاسبوعية الامريكية ومؤشرات مدراء المشتريات لشهر نيسان فسيتم الاعلان عنها يوم الخميس حيث تترقب الاسواق هذه المؤشرات للاستدلال على عمق الانكماش الاقتصادي وحجم التراجع الذي حدث نتيجة للحجر الصحي. واخيرا سيتم الاعلان يوم الجمعة عن مؤشر السلع المعمرة ومؤشر جامعة ميشيغن لثقة المستهلكين في الاداء الاقتصادي. فيما تبقى متابعة منحنى انتشار كورونا وعدد الوفيات هي الاهم خاصة اذا ما بدأت الدول بالعودة وفتح اقتصادها.
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
اغلق مؤشر ( DXY) عند مستوى 99.71 مرتفعا قليلا عن اغلاق الاسبوع الماضي حيث لوحظ استقرار اسعار صرف العملات والتداول في نطاق ضيق وتراجعا في سعة الذبذبة اليومية بسبب العطلات الدينية بداية الاسبوع وبسبب تجدد الآمال بالعودة لفتح الاقتصاد وان تدريجيا. المؤشرات الفنية ايجابية وتوحي بمعاودة الارتفاع لاختبار مستويات المقاومة الفنية عند مستوى 100.50 و 101 فيما تبقى منطقة الدعم في نفس المستويات عند 99.20 و 98.80 لذا من المتوقع ان يستمر التداول هذا الاسبوع في نفس النطاق بين 98.8 و 100.50 لحين اتضاح الرؤيا بخصوص انتشار كورونا وامكانية العودة للعمل ونجاح التجارب العلاجية للحد من اثار كورونا.
مستويات الدعم 99.20 - 98.80-98.50 المقاومة: 100.00 – 100.50- 101.25
اليورو الاوروبي :
تراجع سعر صرف اليورو قبل الاغلاق يوم الجمعة ليغلق عند مستوى 1.0870 بعد ان اختبر المقاومة الفنية عند مستوى 1.0990 وتراجع منها لإعادة اختبار منطقة الدعم الفني في نطاق 1.0790/1.0820 والتي ما زالت تحول دون انخفاض اليورو حاليا. عدم وجود توافق في السياسات المالية للدول الاوروبية يبقي اليورو ضعيفا حسب اغلب الخبراء . المؤشرات الفنية مستقرة الا انها توحي باحتمال انخفاض اليورو دون منطقة الدعم ومواصلة التراجع البطيء حيث من المتوقع ان يستقر السعر دون مستوى 1.0980 لهذا الاسبوع واستمرار التداول في نطق 1.0800/1.1000 الى ان يأخذ السوق اتجاها فنيا واضحا يذهب فيه .ومع ان المحللون يرجحون ان يكون هذا الاتجاه للهبوط والانخفاض يرى البعض بضرورة الانتظار لحين ظهور مؤشرات فنية اخرى لتعزيز اتجاه الهبوط المتوقع في المدى المتوسط والبعيد.
نقاط الدعم : 1.0830-1.0800 -1.0770 المقاومة : 1.09300 -1.0985 – 1.10300
الشيكل الاسرائيلي:
استقر الدولار الامريكي امام الشيكل الاسرائيلي هذا الاسبوع واغلق على ارتفاع هامشي عند مستوى 3.5880. رغم قيام بنك اسرائيل بتخفيض الفائدة ب 0.15% والاعلان عن رزمة تحفيز جديدة لشراء سندات المؤسسات بالإضافة الى سندات الحكومة وتخفيض متطلبات ومخصصات اقراض البنوك للشركات الفردية .البنك الدولي توقع تراجع النمو في الاقتصاد الاسرائيلي بنسبة 6.3% على اساس سنوي، فيما توقع محافظ المركزي الاسرائيلي تراجع النمو الاقتصادي لهذا العام بنسبة 5%، الا انه ابدى تفائلا بالعودة الى الاداء الطبيعي بداية العام القادم وابقى على توقعاته باحتمال حدوث موجة اخرى من الانتشار السريع لفيروس كورونا في اسرائيل خلال الخريف القادم. مؤشر اسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.5% لهذا الشهر حسب المعادلة الجديدة للاحتساب حيث تم تعديل احتساب المؤشر. و مجلة "فوربس" الاقتصادية وضعت اسرائيل في المرتبة الاولى عالميا في ادائها المتوازن في مواجهة فيروس كورونا لما اتخذته من اجراءات صحية واقتصادية .الخبراء يرجحون تحسن اداء الشيكل الاسرائيل واستعادته لبعضا من قوته لذا يبقى من المتوقع اعادة اختبار مستويات الدعم دون مستوى 3.5500 الفني والاستقرار دونها خاصة اذا ما احتفظ مؤشر اسهم التكنولوجيا ( ناسداك) الامريكي بمكاسبه .المؤشرات الفنية سلبية كذلك الا انها مستقرة حاليا وتوحي باستقرار التداول ضمن النطاق الحالي بين 3.5500 و 3.6000 لهذا الاسبوع مع استمرار وتيرة الانخفاض وان بزخم بطيء وضعيف نسبيا. لذا يرى المحللون ان اي ارتفاع للدولار سيكون فرصة للبيع لأغراض التحوط.
الدعم : 3.5650 - 3.5350 - 3.5150 المقاومة : 3.6150 – 3.67450 – 3.6650
الذهب والنفط :
استقر سعر اونصة الذهب هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 1682.5 دولار للأونصة بعد ان ارتفع بداية الاسبوع الى مستوى 1748 دولار وبدا التراجع منها .المحللون يرون ان مخاطر شراء الذهب في هذه المستويات مرتفعة خاصة مع احتمال فقدان الذهب لهيبته كملاذ امن اذا ما تراجعت حدة انتشار كورونا وتمكنت الدول من العودة الى فتح الاقتصاد وان تدريجيا كما ساعد استقرار اسواق الاسهم وارتفاعها في تراجع الذهب لمعاودة اختبار المستويات التي بدا منها الارتفاع الاخير. المؤشرات ما زالت ايجابية وتدعم استقرار الاسعار مؤقتا بانتظار وضوح الرؤيا بخصوص قدرة الدول على فتح اقتصادها فيما تبقى اسعار قريبة من نطاق 1600 فرصة للشراء حاليا في ظل المخاطر الحالية.
كما تراجع سعر مزيج برنت القياسي خلال الاسبوع ليغلق عند مستوى 28.50 دولار للبرميل كما كان متوقعا . خاصة مع توقعات بمزيد من التراجع في الطلب العالمي نتيجة الانكماش الاقتصادي والحجر الصحي ونتيجة سياسة الاغراق التي تعتمدها بعض الدول قبل تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه لخفض الانتاج من بداية شهر ايار القادم. المحللون يرجحون استمرار الضغوط على اسعار النفط لهبوط هذا المؤشر لاختبار اسعار دون ال 20 دولار للبرميل قبل معاودة الصعود.