ارتفع الدولار الامريكي بقوة خلال الاسبوع الماضي واغلق امام اليورو عند مستوى 1.1104 دولار و 1.2277 دولار للجنية الإسترليني، بينما اغلق الدولار على سعر0.9517 فرنك سويسري و 107.95 ينا ، حيث زاد الطلب على الدولار الامريكي كعملة ملاذ ولتغطية شح السيولة الذي نتج عن عمليات بيع محمومة لمؤشرات الاسهم العالمية، مما اضطر بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي الى ضخ 500 مليار دولار في الاسواق يوم الخميس اتبعها بأخرى يوم الجمعة. مؤشر اسعار المستهلك الامريكي لشهر شباط ارتفع الى 2.4% على اساس سنوي، بينما تراجع مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين لشهر اذار الى 95.9. واستقر النمو في الاقتصاد الاوروبي عند 1% على اساس سنوي، الا ان هذه المؤشرات لم تؤثر في الاسواق بسبب الهلع والخوف والغموض الذي يسيطر عليها. الرئيس الامريكي اعلن حالة الطوارئ ورزمة ب 50 مليار دولار لمواجهة انتشار فيروس كورونا يوم الجمعة، اما الاسواق المالية فتتأرجح بذبذبات عالية بين هبوط وصعود بسبب الغموض المحيط بانتشار الفيروس واثره الاقتصادي بعد تصنيفه كوباء عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية وبسبب ضعف اجراءات الدول ايضا في مواجهة هذا الانتشار، مع ان الكثير من الدول عدلت سياساتها المالية والنقدية والصحية، وأعلنت عن اجراءات اقتصادية، وقدمت رزم معونات طارئه كبيرة لمساعدة اقتصادها، الا ان الاسواق ما زالت ترى بان ما قدمته الدول من تخفيض للفوائد او ضخ للسيولة او دعم مباشر، ما زال بالحد الادنى واقل بكثير مما تحتاجه الاسواق. ومع ان احدا لا يستطع التنبؤ بانحسار او تراجع انتشار هذا الوباء، تستمر حالة الذعر والتوتر والاضطراب في الاسواق وتبقى الاسواق عرضة لمزيد من التذبذب في الوقت الحالي. الخبراء يؤكدون استمرار الطلب على الدولار الامريكي كعملة ملاذ مما يعني احتفاظ الدولار بقوته امام العملات الأخرى، فيما تبقى التوقعات مرهونة بتطورات صحية واقتصادية مرتبطة بانتشار هذا الوباء وانتظار استقرار الاسواق المالية.
تنتظر الاسواق مؤشرات اقتصادية ذات دلالة هذا الأسبوع، حيث سيتم الاعلان عن مؤشر (ZEW) الألماني، الذي يقيس ثقة المستثمرين في الاقتصاد لشهر اذار الحالي، ومؤشر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر شباط الماضي يوم الثلاثاء، ومؤشر اسعار المستهلك الاوروبي يوم الاربعاء. فيما تنتظر الاسوق بمزيد من الاهتمام نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، وقرارها بخصوص تخفيض فائدة الدولار الامريكي يوم الأربعاء، بعد ارتفاع احتمالات حدوث ركود اقتصادي في أمريكا، حيث من المتوقع ان تقرر اللجنة تخفيض الفائدة بنقطة مئوية كاملة، لتصبح فائدة الدولار 0-0.25%. مثل هذا التخفيض قد يؤدي الى انخفاض سعر صرف الدولار امام العملات الرئيسية، الا ان تفوق الاقتصاد الامريكي قد يبقي على قوة الدولار في هذه المرحلة. الخبراء في الأسواق، يرجحون ان لجنة السوق المفتوحة ستتخذ مثل هذا القرار الكبير، الا ان البعض يرى بأنه قد يكون قرارا متسرعا ومحل انتقاد، فالتخفيض بنصف نقطة يكفي حاليا لحين ظهور مؤشرات اوضح بخصوص الاثار الاقتصادية لانتشار فايروس كورونا. وبدوره سيقرر المركزي الصيني اسعار فائدته صباح يوم الجمعة. ومع ان الخبراء يرون ان هذه الاجراءات غير كافية وتحتاج الى تنسيق بين السياسة النقدية والمالية للدول الا انها تبقى الادوات المتاحة لدى معظم الدول لتحفيز اقتصادها.
التحليل الفني:
(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)
الدولار الامريكي:
ارتفع الدولار الامريكي بشكل كبير وحاد، واغلق عند مستوى 98.48 متجاوزا كافة نقاط المقاومة بعد ارتفاع الطلب على الدولار كعملة ملاذ، وبعد ظهور مؤشرات تراجع للسيولة في الاسواق المالية اثر انخفاض مؤشرات الاسهم وزيادة الطلب على السندات الامريكية. الخبراء يرجحون استمرار الاداء الايجابي للمؤشرات الفنية مما يعزز التوقعات بمزيد من الارتفاع لاختبار حاجز المقاومة الفنية الكبير عند مستوى 99.80 . المؤشرات الفنية ايجابية بعد هذا التحسن وتوحي استمرار الدعم فوق مستويات 97.80 و 97.00 في الوقت الحالي. ارتفاع نسبة التذبذب في الاسواق تجعل من الصعب التنبؤ بأداء المؤشرات حاليا، خاصة مع انخفاض مستويات السيولة في الاسواق النقدية واحتمال تخفيض فائدة الدولار الامريكي في اجتماع الفدرالي هذا الاسبوع.
مستويات الدعم : 98.10 -97.80 -97.30 المقاومة: 98.65 - 99.10- 99.95
اليورو الاوروبي :
تراجع سعر صرف اليورو عند الاغلاق يوم الجمعة، ليغلق عند مستوى 1.1105 بعد ان كان قد اختبر حاجز المقاومة الفنية الكبيرة عند مستوى 1.1500 بداية الاسبوع. قوة الطلب على الدولار كعملة ملاذ اجبرت اليورو على التراجع لاختبار منطقة الدعم عند مستوى 1.1050، الا ان اليورو ارتد منها قبيل الاغلاق اثر اعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وابقى على قوته الحالية التي قد تستمر خلال الاسبوع القادم. المؤشرات الفنية سلبية حيث من المتوقع تراجع قوة اليورو في حال فشله في تجاوز المقاومة الفنية عند مستوى 1.1150 و 1.1220 والتراجع لاختبار مستويات الدعم عند 1.0980 و 1.0950 وربما الانخفاض دون ذلك لاختبار الدعم الفني عند مستوى 1.0860. الا ان الخبراء ينصحون بالتريث وعدم الاعتماد على المؤشرات الفنية في ظل ارتفاع نسبة التذبذب في الأسواق، وفي ظل الغموض الحالي في تقدير تأثير انتشار كورونا، وارتفاع احتمالات حدوث ركود في الاقتصاد الامريكي وخفض فائدة الدولار بشكل كبير، مما قد يؤدي الى ارتفاع كبير في سعر صرف اليورو.
نقاط الدعم : 1.1040-1.0980 -1.0950 المقاومة : 1.1150 -1.1220 – 1.1310
الشيكل الاسرائيلي:
واصل الدولار الامريكي الارتفاع امام الشيكل الإسرائيلي، حيث اغلق الاسبوع الماضي عند مستوى 3.6680 شيكل بعد ان اختبر حاجز المقاومة عند مستوى 3.6950 شيكل لكل دولار. وكان الشيكل قد فقد الكثير من قوته بعد تجاوز الدولار للمقاومة الفنية عند مستوى 3.55 ، وتراجع مؤشرات الاسهم الاسرائيلية والامريكية وخاصة مؤشر ناسداك، ونتيجة تفشي فايروس كورونا وزيادة عدد المصابين في اسرائيل. البنك المركزي الاسرائيلي اعلن صباح هذا اليوم، بانه سيبدأ بشراء السندات الحكومية على اختلاف استحقاقها وسيسمح للبنوك باجراء اتفاقيات اعادة شراء مقابل السندات الحكومية لدعم مستويات السيولة واستهداف اسعار الفائدة طويلة الاجل بعد ان انخفضت اسعار سندات الشيكل، وارتفع العائد على سندات العشرة سنوات الى 6%، بسبب نقص السيولة في الاسواق. واعلنت الحكومة المؤقتة تعديل سياستها المالية فيما يخص تحصيل ضريبة القيمة المضافة ودعم الافراد والمؤسسات المتأثرة بانتشار الفيروس، بالإضافة الى اجراءات صحية عديدة لتجنب الانتشار والاضرار الناتجة عنه. الخبراء يتوقعون استقرار سعر صرف الدولار مقابل الشيكل واستعادة الشيكل لبعض من قوته بعد هذه الاجراءات النقدية والمالية. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم تجاوز السعر لحاجز المقاومة في نطاق 3.6950-3.70 لاختبار المقاومة عند مستوى 3.7150 والاستقرار فوقها، الا ان فشل الاسواق في ذلك وتراجع السعر دون مستويات الدعم عند مستوى 3.6450 تعني اعادة اختبار 3.6000 وهذا هو المرجح لهذا الأسبوع، خاصة مع احتمال تخفيض فائدة الدولار بشكل كبير حيث من المتوقع ان يكون التداول لهذا الاسبوع في نطاق واسع وبذبذبات كبيرة في نطاق 3.5850 -3.7150 .
الدعم : 3.6430 3.6150 3.5850 المقاومة : 3.6950 – 3.7150 – 3.7450
الذهب والنفط :
بعد ان اختبر حاجز المقاومة عند مستوى 1704 دولار بداية الاسبوع بسبب ارتفاع مخاطر انتشار كورونا ، تراجع سعر الذهب ليقفل الاسبوع عند مستوى 1529 دولار للأونصة، نتيجة عمليات بيع محمومة للحصول على الدولار الامريكي الذي شح في الاسواق بعد انهيار اسعار الاسهم عبر بورصات العالم، وتراجع مستويات السيولة مما استدعى تدخل الفدرالي الامريكي لضخ السيولة في النظام المصرفي. ومع ان السعر تحسن قليلا بعد اعلان حالة الطوارئ في أمريكا، الا ان المحللين ما زالوا يرجحون احتمال تراجع الذهب الى مستويات الدعم الفني عند مستوى 1500 دولار ودونها 1480 و 1440، مع احتفاظه بوتيرة الارتفاع لإعادة اختبار المقاومة الفنية الصعبة عند مستوى 1550 دولار للأوقية وتجاوزها. الا ان بعض المحللين يرجحون بقاء الذهب تحت ضغط البيع في حال استمر شح السيولة لما بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة للبنك الفدرالي هذا الأسبوع، حيث من المتوقع ان يتأثر الذهب كثيرا بقرار اللجنة و نسبة تخفيض فائدة الدولار.
كما ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي يوم الجمعة ب7% ليغلق عند مستوى 35 دولار للبرميل، بعد تصريحات الرئيس الامريكي بخصوص تعليماته لشراء النفط من الاسواق عند هذا المستوى المتدني من الاسعار لتعزيز المخزون الاستراتيجي الامريكي من النفط. وكانت اسواق النفط قد شهدت صراعا قويا بين السعودية وروسيا على الحصص السوقية، حيث عرضت السعودية على عملاء روسيا النفط بسعر 25 دولارا للبرميل، واعلنت ارامكو زيادة انتاجها النفطي الى 13 مليون برميل يوميا لتشعل حربا غير مسبوقة في الأسعار. المحللون يرجحون ان تستعيد (اوبك + ) توازنها، وتتفق على مستوى وحصص معقولة من الانتاج خاصة وان الوضع الحالي لا يخدم مصلحة احد، الا ان تأخر اتفاقا كهذا يبقي الاسعار عرضة للانخفاض.
