هل هدأت الأسواق بعد تراجع زخم التوتر بين ايران والولايات المتحدة؟

هل هدأت الأسواق بعد تراجع زخم التوتر بين ايران والولايات المتحدة؟

استعاد الدولار الامريكي بعضا من قوته خلال الاسبوع الماضي، واغلق عند مستوى 1.1121 يورو و 109.50 ين و 0.9729 فرنك سويسري بعد الرد الايراني على اغتيال قاسم سليماني وتراجع زخم التوتر في منطقة الخليج، خاصة بعد تجنيب الأمريكيين لأية خسائر بشرية. المؤشرات الاقتصادية الاوروبية خلال الاسبوع الماضي، كانت في اغلبها ايجابية وتوحي بتحسن طفيف في اداء الاقتصاد الأوروبي، الا ان المؤشرات الامريكية جاءت متناقضة؛ ففيما اظهرت مؤشرات مدراء المشتريات تحسنا في اوروبا وامريكا، اشار مؤشر وظائف الشركات الى زيادة 202 الف وظيفة في الاقتصاد الانتاجي الأمريكي، كما اظهرت ارقام البطالة والتشغيل يوم الجمعة تراجعا في المؤشرات، فالاقتصاد لم يضف سوى 145 وظيفة خارج النطاق الزراعي، وخفض الشهر السابق ب 15 الف وظيفة بعد ان كان متوقعا زيادة ب 164 الفا لشهر كانون الأول. واستقر معدل البطالة عند مستوى 3.5%  واظهر النمو في الاجور تراجعا على اساس سنوي، حيث ظهر المؤشر بزيادة 2.9% بدلا من 3.1 %، مما يعني تراجعا في مستويات التضخم .هذا التراجع غير المتوقع في زيادة الاجور دفع الكثير من المحللين الى اعادة النظر في توقعاتهم بخصوص قيام الفدرالي بتخفيض فائدة الدولار اذا ما استمرت مؤشرات التضخم في تأكيد هذا التراجع في مستويات الاسعار والاجور. كما ان هذا التراجع في مستويات التضخم سيدفع باتجاه تراجع اسعار صرف الدولار الامريكي خاصة اذا ما تراجع العائد على سندات طويلة الاجل واستمرت اسواق الاسهم الامريكية في تسجيل ارتفاعات قياسية.

تنتظر الاسواق هذا الاسبوع مؤشرات مهمة على رأسها مؤشر اسعار المستهلك الامريكي الذي يقيس مستوى التضخم يوم الثلاثاء، ومؤشر اسعار المنتجين، وتوقيع الاتفاق التجاري الامريكي الصيني الذي تنتظره الاسواق لترى ان كان هناك جديد في نصوص الاتفاقات او ان كان هناك ما تخفيه تلك الاتفاقات. فتأثير توقيع هذه الاتفاقات سيظهر على أداء مؤشرات الأسهم، وقد يدعم توجهها نحو الصعود مع استمرار التفاؤل بتحسن أداء الاقتصاد العالمي. كما سيظهر مؤشر الناتج الصناعي الاوروبي يوم الاربعاء ايضا،  ومؤشر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر كانون الأول، ومؤشر اسعار المستهلك الالماني يوم الخميس، مع محضر آخر اجتماع للمركزي الأوروبي. اما الجمعة فالأسواق تنتظر مؤشر الناتج المحلي الاجمالي للصين ومؤشر اسعار المستهلك الاوروبي لشهر كانون الأول، ومؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين في امريكا. التركيز هذا الاسبوع سيكون على مؤشرات التضخم، وذلك لمحاولة استقراء توجهات الفدرالي بخصوص تخفيض فائدة الدولار خلال الربع الاول من عام 2020.  

الدولار الأمريكي

 اغلق مؤشر الدولار الامريكي (DXY) على ارتفاع هذا الاسبوع  حيث اغلاق عند مستوى  97.48  بعد ان اختبر منطقة المقاومة الفنية عند مستوى  97.60 وارتد منها، على اثر تراجع حدة التوتر في الشرق الاوسط بعد الرد الايراني وظهور بيانات بطالة غير مشجعة يوم الجمعة. المحللون الفنيون يرجحون تراجع مؤشر الدولار الامريكي بداية هذا الأسبوع، لإعادة اختبار منطقة الدعم الفني حول 97.15  ويتوقعون استمرار التداول في نطاق 96.80-97.80 للأسبوع القادم، مع تزايد في زخم التراجع لمؤشر السعر خاصة اذا ما استمرت مؤشرات التضخم في امريكا بالتراجع.

مستويات الدعم : 97.20 -97.00 -96.80    المقاومة:   97.60-  97.85- 98.05

اليورو الاوروبي :

تحسن سعر صرف اليورو مقابل الدولار قبل الاغلاق يوم الجمعة، واغلق عند مستوى 1.1121 دولار لليورو،  بعد ان اختبر منطقة الدعم  الفني القوية عند مستوى 1.1084 وارتد منها، بعد ظهور بيانات بطالة  امريكية مخيبة للآمال. المؤشرات الفنية ايجابية الا انها ضعيفة، حيث من المتوقع ان يعاني اليورو قبل تجاوزه لحاجز 1.1150 وحتى في حال تجاوزه، سيجد صعوبة في تجاوز 1.1180. لذلك يتوقع المحللون استمرار التداول في نطاق 1.1070 -1.1180 مع استمرار الضغوط لاختبار منطقة الدعم عند مستوى 1.1070 قبل الارتفاع.

نقاط الدعم : 1.1105-1.10830-1.1065  المقاومة :  1.1150 - 1.1180 -1.1215                
الشيكل الاسرائيلي:

اغلق الدولار الامريكي على انخفاض امام الشيكل الاسرائيلي حيث اغلق عند مستوى 3.4660   بعد ان خفت حدة التوتر في الشرق الاوسط بعد الرد الايراني على  اغتيال قاسم سليماني في العراق. وعلى الرغم من ذلك، الا ان عامير يارون، محافظ المركزي الاسرائيلي تعهد باستمرار شراء الدولار والعملات الأجنبية، ومهما كلف الامر للحد من قوة الشيكل واتهم المضاربون وتطورات مالية مؤقته بارتفاع الشيكل. المركزي الاسرائيلي في مؤتمره الصحفي بعد الابقاء على سعر الفائدة دون تغير في اجتماعه يوم الخميس الماضي، خفض توقعاته للنمو الاقتصادي الاسرائيلي  لعام 2020 من %3.2 الى %2.9 واوضح باحتمال تخفيض الفائدة في ظل تراجع التضخم للعام الماضي، ومع ذلك المؤشرات الفنية إيجابية، خاصة بعد فشل اختراق منطقة الدعم الفني عند مستوى 3.45، ومع ان اختراقها قد لا يعني هبوطا حاد في السعر الا ان اختبار منطقة 3.4350 يبدو متاحا وان كان صعبا الان. المحللون الفنيون يتوقعون تزايد زخم ارتفاع الدولار مقابل الشيكل واستمرار التداول في نطاق 3.46 3.49 قبل الارتفاع التدريجي البطيء لاختبار 3.505.

الدعم : 3.4600  3.4500  3.4350  المقاومة  : 3.4830 – 3.4950 – 3.5050

الذهب والنفط :

ارتفع سعر اوقية الذهب للأسبوع الماضي بشكل كبير واختبر حاجز المقاومة القوي عند مستوى 1611 دولار للوقية، قبل ان يهوي الى مستوى 1540 دولار بعد تراجع حدة التوتر في الشرق الاوسط. الا انه استعاد بعضا من قوته بعد بيانات اقتصادية أمريكية، اوحت بتراجع مستويات التضخم يوم الجمعة حيث اغلق عند مستوى 1561 دولار.  البيانات الاقتصادية الامريكية التي توحي بتراجع مستويات التضخم تساعد في احتفاظ الذهب بزخم قوة اندفاعه حيث من المتوقع اختبار 1580 مره اخرى في حال دعم مؤشر اسعار المستهلك وذلك يوم الثلاثاء القادم. في حين تبقى منطقة الدعم القوي في نطاق 1535-1540 واي اغلاق اسبوعي دونها يعني بداية التراجع الى مستويات الدعم في نطاق  1445 دولار، لذلك يرجح المحللون الفنيون استمرار التداول في نطاق 1540-1580 للأسبوع القادم.

كما تراجع سعر مزيج برنت القياسي بقوة ليغلق عند مستوى  65.13  دولار  للبرميل، متراجعا من اعلى مستويات وصل اليها عند مستوى 71.25 دولار للبرميل، بعد الرد الايراني على اغتيال سليماني. المحللون يتوقعون تراجع السعر خاصة بعد تراجع مستوى التوتر وارتفاع مستوى العرض الامريكي في الأسواق، وبعد تراجع مستويات الطلب العالمي التي تحسنت بعد الاتفاق الامريكي الصيني.  وزير النفط الإمارتي، اوضح بأنه لا يوجد عرض كبير في الاسواق والمعروض يتناسب مع الطلب الحالي. المحللون يرجحون مزيدا من التراجع لاختبار منطقة دعم السعر في نطاق 61.50- 63 دولار للبرميل.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد