أعلن البنك الوطني عن نتائج بياناته المالية للربع الأول من العام 2017، والتي أشارت إلى تجاوز موجوداته المليار دولار لتبلغ 1,17 مليار دولار بنمو نسبته 22% بعد أن كانت 957 مليون دولار نهاية العام 2016، ونمت ودائع عملاء البنك مسجلة 696مليون دولار بنسبة بلغت 6.2% مقارنة مع 655 مليون دولار نهاية العام الماضي.
وتعليقا على هذه النتائج، قال المدير العام للبنك الوطني أحمد الحاج حسن إن البنك استطاع أن يحقق نموا ملحوظا في كافة مؤشراته المالية، مؤكدا أن تجاوز مجموع أصوله المليار دولار يؤكد على السياسة والإستراتيجية الناجحة التي ينتهجها البنك ومتانة مركزه المالي، حيث انه استطاع وفي زمن قياسي أن يقفز إلى مركز متقدم بين البنوك في فلسطين، ليثبت أن نموه مضطرد ومستمر ويسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه المرسومة له. وعزى الحاج حسن ذلك أيضا إلى أن البنك الوطني خرج عن ما هو تقليدي بين البنوك ويسعى دائما إلى تقديم كل ما هو جديد سواء من خلال المنتجات المختلفة والمسؤولة التي يطورها أو مرونة وجودة خدماته أو حتى المبادرات التي يكون السباق دائما في اتخاذها والتي كان آخرها التجهيز لافتتاح أول فرع مصرفي فلسطيني عامل من خلف الجدار لخدمة سكان القدس، بالإضافة إلى خطته الإستراتيجية للتوسع والانتشار والتي عملت على توسيع قاعدة عملائه والوصول إلى الفئات غير المخدومة مصرفيا من قبل الجهاز المصرفي الفلسطيني، هذه الأمور مجتمعة أدت إلى زيادة ثقة المواطن الفلسطيني بالبنك مما انعكس بطبيعة الحال على أدائه المالي.
وأظهرت النتائج المالية كذلك الأمر نموا في صافي محفظة التسهيلات الائتمانية المباشرة بلغ 11.5% لتحقق 579 مليون دولار مقارنة مع 519 مليون دولار نهاية العام 2016. وأكد الحاج حسن على انتهاج سياسة إقراض متنوعة تغطي مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يعطي متانة وقوة للمحفظة ويوزع من المخاطر المحتملة للتعثر المتعلقة بالإقراض ويقلل منها. وفي سياق متصل أوضح الحاج حسن نمو صافي إيرادات الفوائد والعمولات بنسبة 19.4% لتحقق ما يقارب 8 مليون دولار للربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 6,71 مليون دولار في الربع الأول من العام المنصرم، عازيا هذا النمو إلى السياسة الفعالة في تشغيل الأموال.
وبلغت أرباح البنك الوطني للربع الأول من العام 2017 قبل احتساب الضرائب 3,52 مليون دولار بنمو بلغت نسبته 8% بعد أن كانت 3,27 مليون دولار، في حين بلغت صافي حقوق الملكية 95,69 مليون دولار نامية بنسبة 3.5% مقارنة مع نهاية العام 2016 حيث سجلت 92 مليون دولار.
الخدمات والمنتجات
وفيما يخص الخدمات والمنتجات، استطاع البنك الوطني إطلاق النظام البنكي الأحدث من مجموعة Temenos الدولية والذي يعد واحد من أكثر النظم البنكية تطورا على مستوى العالم، ليكون بمثابة منصة لتطوير خدماته بشكل عام والخدمات الالكترونية بشكل خاص وليبدأ بذلك حقبة رقمية جديدة في السوق المصرفي الفلسطيني. وأشار الحاج حسن بهذا الخصوص، أن البنك الوطني الآن بصدد تطبيق المرحلة الثانية والتي سيلمسها متعاملي البنك عند تلقي الخدمات حيث سيشعرون بتطورها وفاعليتها.
كما وواظب البنك الوطني على انتهاج سياسة التخصصية في تطوير المنتجات، حيث استمر حساب التوفير الأول للمرأة الفلسطينية بتحقيق قصص نجاح كان تتويجها بفوز السيدة هالا الأغبر بالجائزة الكبرى والمكونة من بيت وراتب شهري لمدة 20 عاما وسيارة هيونداي النترا 2017 بالإضافة إلى الجوائز الأخرى المقدمة ضمن البرنامج والتي تحاكي الأمان المالي للمرأة الفلسطينية ومن ضمنها أيضا تقديم تمويل لمشاريع إنتاجية بدون فوائد بقيادة نساء بمجموع إجمالي بلغ 2.5 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك استمر نجاح البرنامج الأول لقطاع التعليم "قدوتي" والذي يخدم أهل التعليم ويقدم لهم تسهيلات تلبي حاجتهم المالية والمصرفية.
وأوضح الحاج حسن أن البنك بصدد تحويل برنامج "حياتي" إلى برنامج مصرفي يقدم خدمات مصرفية شاملة للمرأة الفلسطينية ليصبح أول برنامج مصرفي متكامل للمرأة الفلسطينية، مؤكدا أن البنك الوطني سيستمر بتمكين المرأة اقتصاديا إيمانا بها وبدورها على إحداث التغيير نحو الأفضل. كما كشف الحاج حسن أن البنك سيقوم أيضا بإطلاق منتجات متخصصة جديدة في الوقت القريب القادم لخدمة قطاعات جديدة من المجتمع الفلسطيني وسيستمر بانتهاج التخصصية لخدمة عملائه بشكل أفضل.
التوسع والانتشار
في الربع الأول من العام 2017، قام البنك الوطني بافتتاح فرعين جديدين له في حي رفيديا في مدينة نابلس وفي بلدة عرابة في محافظة جنين، ليصبح في جعبته 18 فرعا ومكتبا ممتدا في مختلف مناطق الضفة الغربية.
وقال الحاج حسن، إن البنك الوطني في سياسته التوسعية يسعى للوصول إلى المناطق غير المخدومة مصرفيا للمساهمة في تعزيز الاشتمال المالي والوصول إلى المناطق الريفية الفلسطينية، مؤكدا انه من حق كل مواطن فلسطيني أن يكون له حساب بنكي وأن يستفيد من الخدمات التي تقدمها المصارف، مشيرا إلى أن أكثر من ثلث فروع البنك تعمل في بلدات وقرى فلسطينية تماشيا مع هذه التوجهات، بالإضافة إلى التركيز على المناطق الفلسطينية الحيوية والتي تعد مراكز اقتصادية بافتتاح أكثر من فرع فيها لتلبية الحاجات المالية الملحة لسكانها.
وحول خططه للتوسع والانتشار، أوضح الحاج حسن أن الخطوة الأبرز هي افتتاح فرع ضاحية البريد الذي جرى قبل أيام قليلة الذي يعد الفرع المصرفي الفلسطيني الأول العامل من القدس من خلف الجدار، مؤكدا أن هذا انجاز يسجل للبنك الوطني وللجهاز المصرفي الفلسطيني. كما أوضح أن عام 2017 سيكون عام التوسع والانتشار للبنك الوطني مشيرا إلى أن البنك لديه الآن 4 تراخيص لافتتاح فروع في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.